نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 5 صفحه : 326
[الرابع بعد المائة: تسليم الملائكة على عمران بن حصين تكرمة للرسول (صلى اللَّه عليه و سلم)]
و أما تسليم الملائكة على عمران بن حصين تكرمة للرسول (صلى اللَّه عليه و سلم)، فخرج الإمام أحمد من حديث وهب بن جرير قال: حدثنا أبي قال: سمعت حميد بن هلال يحدث عن مطرف، عن عبد اللَّه قال: قال لي عمران بن حصين: أنه كان يسلّم عليّ، فلما اكتويت انقطع التسليم، [فقلت له: أمن قبل رأسك كان يأتيك التسليم] أو من قبل رجلك؟ قال: بل من قبل رأسي، فقلت: لا أرى أن تموت حتى يعود ذلك، فلما كان بعد قال [لي]: أشعرت أن التسليم عاد لي؟ ثم لم يلبث يسيرا حتى مات رضي اللَّه عنه [1].
قال أبو نعيم: و قد رواه شعبة عن قتادة، و حميد بن هلال عن مطرف نحوه، و روى غندر و يحيى بن سعيد عنه.
و من حديث مسدد قال: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: ما قدم علينا البصرة رجل من أصحاب النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) أفضل فضلا من عمران بن حصين، أتت
[1] أخرجه مسلم في كتاب الحج، باب (23) جواز التمتع، حديث رقم (167)، (168)، و قال في الحديث الأول: «و قد كان يسلّم عليّ حتى اكتويت فتركت، ثم تركت الكيّ فعاد» و قال في الحديث الثاني مخاطبا مطرف: «فإن عشت فأكتم عني، و إن متّ فحدث بها إن شئت، إنه قد سلّم عليّ».
قال الإمام النووي: قوله «و قد كان يسلّم عليّ حتى اكتويت فتركت، ثم تركت الكيّ فعاد»، فقوله: يسلّم عليّ، بفتح اللام المشددة، و قوله: فتركت، هو بضم التاء، أي انقطع السلام عليّ، ثم تركت- بفتح التاء- أي تركت الكي فعاد السلام عليّ.
و معنى الحديث: أن عمران بن حصين رضي اللَّه تعالى عنه، كانت به بواسير، فكان يصبر على المهمات، و كانت الملائكة تسلّم عليه، فاكتوى، فانقطع سلامهم عليه ثم ترك الكي فعاد سلامهم عليه.
أما قوله: فإن عشت فأكتم عني، فأراد به الإخبار بالسلام عليه، لأنه كره أن يشاع عنه ذلك في حياته، لما فيه من التعرض للفتنة، بخلاف ما بعد الموت. (مسلّم بشرح النووي): 8/ 456- 457.
و في (خ): «إني لا أرى»، و ما أثبتناه من (الطبقات)، و ما بين الحاصرتين زيادة للسياق منه.
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 5 صفحه : 326