نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 5 صفحه : 323
[الثاني بعد المائة: إضاءة أصابع حمزة بن عمرو الأسلمي]
و أما إضاءة أصابع حمزة بن عمرو الأسلمي، و هو بطريق مكة حتى جمع ما سقط من متاع رحل رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) و ما تفرق من إبل أصحابه في الليلة التي مكر المنافقون برسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)، فخرج البيهقي من حديث سفيان بن حمزة عن كثير ابن زيد، عن محمد بن حمزة الأسلمي، عن أبيه قال: كنا مع النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) في سفر فتفرقنا في ليلة ظلماء دحمسة [1]، فأضاءت أصابعي حتى جمعوا عليها ظهرهم و ما هلك منهم، و إن أصابعي [2] لتنير [3].
و في رواية قال: نفرت دوابنا في سفر و نحن مع رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) في ليلة ظلماء دحمسة، فأضاءت إصبعي حتى جمعوا عليها ظهورهم، و إن إصبعي لتنير [3] و خرجه أبو نعيم أيضا [4].
و قال الواقدي في مغازيه- و قد ذكر غزوة تبوك و عود النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) قافلا منها-:
قالوا: لما كان رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) ببعض الطريق مكر به أناس من المنافقين، و أتمروا أن يطرحوه في عقبة في الطريق، فلما بلغ رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) تلك العقبة أرادوا أن يسلكوها معه، فأخبر رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) خبرهم، فقال للناس: اسلكوا بطن الوادي فإنه أسهل و أوسع، فسلك الناس بطن الوادي، و سلك رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) العقبة، و أمر عمار بن ياسر أن يأخذ بزمام الناقة يقودها، و أمر حذيفة بن اليمان أن يسوق من خلفه.
فبينا رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) يسري بالعقبة، إذ سمع حسّ القوم قد غشّوه، فغضب و أمر حذيفة أن يردّهم، فرجع حذيفة إليهم- و قد رأوا غضب رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)- فجعل يضرب وجوه رواحلهم بمحجن في يده، و ظن القوم أن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) قد أطلع على مكرهم، فانحطوا من العقبة مسرعين حتى خالطوا الناس، و أقبل حذيفة حتى أتى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) فساق به.