نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 4 صفحه : 168
و هذه نبذة من مقتضيات غضب اللَّه تعالى عليهم
و اعلم أن مقتضيات غضب اللَّه على اليهود كثيرة:
* منها أن اللَّه تعالى فلق البحر لأسلافهم، و أغرق فرعون عدوّهم، و أنجاهم، فما جفّت أقدامهم حتى قالوا لموسى (عليه السلام): اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ[1].
* و منها أن موسى (عليه السلام) لما ذهب لميقات ربه، لم يمهلوه حتى عبدوا العجل المصنوع بحضورهم.
* و منها أنهم مع مشاهدتهم الآيات و العجائب، كانوا يهمون برجم موسى و هارون- (عليهما السلام)- في كثير من الأوقات، و الوحي بين أظهرهم.
* و منها أن موسى لما ندبهم إلى الجهاد قالوا له: فَاذْهَبْ أَنْتَ وَ رَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ[2].
* و منها أنهم آذوا موسى بأنواع الأذى، حتى قالوا: أنه آدر [3]، فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قالُوا[4].
* و منها أن هارون لما مات قالوا لموسى: أنت الّذي قتلته و غيبته، فرفعت الملائكة تابوته بين السماء و الأرض حتى عاينوه ميتا.
* و منها أنهم آثروا العودة إلى مصر ليشبعوا من أكل اللحم و البصل، و القثاء و العدس [5]، هكذا عندهم، و الّذي حكاه عنهم- و هو أصدق القائلين- أنهم آثروا ذلك على المن و السلوى.
[3] الأدرة، بالضم: نفخة في الخصية، و رجل آدر: بيّن الأدرة، و منها الحديث: إن بني إسرائيل كانوا يقولون إن موسى آدر، من أجل أنه كان يغتسل وحده، و فيه نزل قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قالُوا وَ كانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً [الأحزاب: 69].