نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 30
رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) ولد عام الفيل لا يختلفون في ذلك، و نبّئ على رأس أربعين من الفيل، و ذلك على رأس مائة و خمسين سنة من عام حجة الغدر [1] و لستّ عشرة سنة من ملك أبرويز، و يقال: بل لعشرين سنة مضت من ملك كسرى أبرويز بن هرمز بن أنوشروان، و على الحيرة إياس بن قبيصة الطائي عاملا للفرس على العرب و معه النخيرجان [2] الفارسيّ على رأس سنتين و أربعة أشهر من ملكهما، و على اليمن يومئذ باذان [3] أبو مهران.
أول ما نزّل من القرآن
فعلم (صلى اللَّه عليه و سلم) من حينئذ أن اللَّه بعثه نبيا، و ذلك أن جبريل (عليه السلام) أتاه بغار حراء فقال له: اقرأ، قال: لست بقارئ، فغته [4] حتى بلغ منه الجهد ثم أرسله، فقال: اقرأ، قال: لست بقارئ، فعل ذلك به ثلاث مرات ثم قال:
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ[5] فرجع بها (صلى اللَّه عليه و سلم) ترجف بوادره، فأخبر بذلك خديجة رضي اللَّه عنها و قال: قد خشيت على عقلي، فثبتته و قالت:
أبشر! كلا و اللَّه لا يخزيك اللَّه أبدا، إنك لتصل الرحم، و تصدق الحديث، و تحمل الكل [6] و تعين على نوائب الدهر- في أوصاف أخر جميلة عددتها من أخلاقه- تصديقا منها له و إعانة على الحق، فهي أول صدّيق له (صلى اللَّه عليه و سلم).
و قيل: أول ما أنزل عليه من القرآن: البسملة و فاتحة الكتاب [7] و قيل: هي مدنية. و قيل: لما فجأه الحق و أتاه جبريل قال له: يا محمد، أنت يا رسول
[1] كذا في (خ) و لم يرد لها ذكر في المراجع المعتمدة.