responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 1  صفحه : 20

و يعاين من آثار فضل اللَّه أشياء: فشق في صغره بطنه و استخرج ما في قلبه من الغل و الدنس، فكان يعاين الأمر معاينة ثم كان لا يمر بحجر و لا شجر إلا سلم عليه فقال: السلام عليك يا رسول اللَّه. فكان يلتفت يمينا و يسارا فلا يرى أحدا [1].

و كانت الأمم تتحدث بمبعثه و تخبر علماء كل أمة قومها بذلك. ثم كان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح [2]. فكان أول شي‌ء رآه من النبوة في المنام بطنه طهّر و غسل ثم أعيد كما كان.

تحنثه بحراء و بدء الوحي‌

و حبّب إليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء كما كان يفعل ذلك متعبدو [3] ذلك الزمان، فيقيم فيه الليالي ذوات العدد، ثم يرجع إلى أهله فيتزود لمثلها يتحنث [4] بحراء و معه خديجة، فيقال: إنه أول ما رأى جبريل (عليه السلام) بأجياد [5] فصرخ به: يا محمد يا محمد.

بعثته‌

ثم فجأة [6] الحق و هو بغار حراء [7] يوم الاثنين لثمان عشرة خلت من رمضان‌


[1] أخرج الترمذي نحوه في صحيح سنن الترمذي للألباني ج 3 ص 192 حديث رقم 3885 و قال في آخره: «صحيح».

[2] المرجع السابق حديث رقم 3893، و قال في آخره: «حسن صحيح».

[3] في (خ) «متعبدوا» بألف بعد الواو، و المعروف عند أهل اللغة أن جمع المذكر السالم تحذف منه ألف واو الجماعة إذا أضيف.

[4] تحنّث: تعبد، و فعل ما يخرج به الحنث، و الحنث: الذنب (المعجم الوسيط ج 1 ص 201) (و هذه اللفظة في (خ): يتجنب»).

[5] قال أبو القاسم الخوارزمي: أجياد موضع بمكة يلي الصفا، و هو أحد جبال مكة غربيّ المسجد الحرام.

و قال الأصمعي: هو الموضع الّذي كانت به الخيل التي سخرها اللَّه لإسماعيل (عليه السلام) (معجم البلدان ج 1 ص 130).

[6] قوله: «فجأه الحق و هو بغار حراء» أي جاءه بغتة على غير موعد كما قال تعالى: وَ ما كُنْتَ تَرْجُوا أَنْ يُلْقى‌ إِلَيْكَ الْكِتابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ‌ آية 86/ القصص، (البداية و النهاية ج 3 ص 6)، و في (ط) «فجئه» و التصويب من (المعجم الوسيط): «فجأه الأمر فجأ، و فجأة، و فجاءة: بغته (ج 2 ص 674).

[7] و حراء: يقصر و يمد، و يمنع و يصرف، و هو جبل بأعلى مكة على ثلاثة أميال منها عن يسار المار إلى منى، له قلة مشرقة على الكعبة منحنية، و الغار في تلك الحنية. (معجم البلدان ج 2 ص 269).

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 1  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست