نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 4 صفحه : 93
سبحانه، و لا تنطلق في موقفها ذاك من قاعدة إيمانية قوية، و قناعة عقائدية راسخة، و لا طمعا بثواب اللّه، و لا خوفا من عقابه.
و إنما تنطلق في ذلك من نظرة ضيقة، مصلحية تجارية بالدرجة الأولى، و تريد من نصرها له أن تأكل به العرب، و تحصل على المجد و السلطان.
و من الواضح-بناء على هذا-أن نصرها له لسوف ينتهي عندما تجد: أن مصلحتها قد انتهت، و حصلت على كل ما تريد، أو حينما ترى: أن تجارتها الدنيوية قد خسرت، بل لربما تنقلب عليه إذا رأت فيه عائقا يمنعها من تحقيق أهدافها، أو الاحتفاظ بالامتيازات الظالمة التي تفرضها لنفسها.
و هكذا يتضح: أن الاعتماد على من يفكر بعقلية كهذه، و يتعامل من منطلق كهذا ليس إلا اعتمادا على سراب، إن لم يجر على من يعتمد عليه البلاء و العذاب.
3-الدين و السياسة:
و قد لاحظ بعض المحققين هنا: أن هذا العربي، و هو من بني عامر بن صعصعة، لما أخبروه بما يدعو إليه النبي «صلى اللّه عليه و آله» ، و نقلوا إليه ما جرى لهم معه قد أدرك: أن هذا الدين ليس مجرد ترهب في الصوامع، و صلاة، و دعاء، و أوراد، و أذكار، بل هو دين يشتمل على التدبير و السياسة، و الحكم، و لأجل هذا قال: «لو أني أخذت هذا الفتى (يعني محمدا بما له من الدعوة الشاملة) لأكلت به العرب» .
و لقد سبقه إلى إدراك هذه الحقيقة شيخ الأنصار أسعد بن زرارة، لما قدم إلى مكة، و عرض عليه النبي «صلى اللّه عليه و آله» ما يدعو إليه، فرأى: أن فيه و في دعوته ما يصلح مجتمعه، و يعالج مشاكلهم المستعصية بينهم
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 4 صفحه : 93