و لست أدري كيف استطاع اللصوص إخفاء هذه الكمية الهائلة من العبيد و الجمال؟ ! و أين ذهبوا بها؟ و كيف لم يهرب واحد من العبيد ليخبر أبا بكر بالأمر.
و كيف لم يستيقظ أحد من أهل مكة و المدينة على أصوات حركة أكبر قافلة عرفها تاريخ ذلك الزمان؟ !
و لا أدري أيضا. . من أين حصل أبو بكر على هذه الثروة الهائلة؟ و كيف لم يشتهر في جميع الأقطار و الآفاق على أنه أكبر متمول في الجزيرة العربية؟ و لا ندري أخيرا هل استطاع أبو بكر استرداد ما سرق منه أم لا؟ ! .
كلمة أخيرة حول ما يقال عن ثروة أبي بكر:
و نعتقد: أن ما يقال عن ثروة لأبي بكر، أنه أنفقها على النبي «صلى اللّه عليه و آله» قد كان نتيجة ردة الفعل العنيفة من قبل أنصار الخليفة الأول، حينما رأوا أنه «صلى اللّه عليه و آله» يأبى أخذ الراحلة منه إلا بالثمن [2]و يرون في مقابل ذلك الآيات النازلة في علي «عليه السلام» ، و نفقاته و تضحياته ليلة المبيت و غيرها.
[2] صحيح البخاري ط مشكول ج 5 ص 75 و تاريخ الطبري ج 2 ص 104، و سيرة ابن هشام ج 2 ص 131 و طبقات ابن سعد ج 1 قسم 1 ص 153 و البداية و النهاية ج 3 ص 184-188، و مسند أحمد ج 5 ص 245، و الكامل لابن الأثير، و غير ذلك كثير، و السيرة الحلبية ج 2 ص 32.
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 4 صفحه : 259