نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 4 صفحه : 197
أمامهم، و إقامة الحجة، و توفير البيانات و الحجج لهم.
و هذا حق محفوظ لهم، و لا يمكن حرمانهم من ذلك.
و لعلك تقول: ألا تعد غيبة الإمام «عليه السلام» حرمانا للبشر من حق لهم، بسبب تفريط جماعة صغيرة من الناس حين استشهاد أبيه الإمام الحسن العسكري صلوات اللّه و سلامه عليه. .
فالجواب: أن غيبة الإمام و إن كانت في البداية بسبب فعل مجموعة من الناس في وقت بعينه لكن استمرار موجبات هذه الغيبة إنما هو بفعل نفس الناس الموجودين في كل عصر، لأن بإمكانهم إزالة هذه الموجبات، و فسح المجال أمام إشراقة شمس ظهوره عجل اللّه تعالى فرجه الشريف.
بين النظرة المصلحية و الواقع:
و لقد وقع المشركون في تناقض عجيب، فهم في نفس الوقت الذي يصرون فيه على تكذيب النبي «صلى اللّه عليه و آله» ، و الافتراء عليه، حتى إنهم كانوا يقولون عنه: إنه مجنون، ساحر، شاعر، كاهن، الخ. . نراهم يأتمنونه على أموالهم و ودائعهم إلى الحد الذي يحتاج معه إلى أن يترك ابن عمه ينادي في الناس ثلاثة أيام؛ ليأتوا إليه و يأخذوا ودائعهم، و هل يؤمّن المجنون، و الكذاب، و الكاهن، و العدو؟ ! .
فإن ذلك إن دل على شيء فإنما يدل على أن عدم إيمان المشركين بما يدعوهم إليه ليس إلا استكبارا و عنادا، لا عن قناعة بعدم صحة ما جاءهم به، و قد قال تعالى: وَ جَحَدُوا بِهٰا وَ اِسْتَيْقَنَتْهٰا أَنْفُسُهُمْ [1].