responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 4  صفحه : 196

إلى شهور-في وقت يسير. . تماما كما تدخل في قضية حرق النبي إبراهيم «عليه السلام» في خارج دائرة الاختيار، فقال للنار: يٰا نٰارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاٰماً بعد أن فعل الناس كل ما راق لهم فجمعوا الحطب و جاؤوا بالمنجنيق، و أضرموا النار و. . الخ. .

لماذا التدخل الإلهي؟ !

و الذي نلاحظه: أن اللّه تعالى قد تدخل لحفظ نبيه «صلى اللّه عليه و آله» بطريقة تحفظ للناس اختيارهم و إطلاق إرادتهم، غير أن السؤال عن السبب في هذا التدخل الذي يأتي على درجة من الندرة في حياة الأنبياء، فقد رأينا بني إسرائيل يقتلون الأنبياء، و لا يتدخل اللّه لمنعهم من ذلك.

و نقول في الجواب: إن تكرر هذا التدخل من شأنه أن يعطي الانطباع بأن لا قيمة لجهد و جهاد أهل الإيمان لحفظ الدعوة، و الدفاع عن رمزها. .

و هذا ما يؤدي إلى الخمول و التخاذل و إهمال الواجب، و طمع أهل الباطل بأهل الحق، و إعطائهم الفرصة للعبث و إثارة المتاعب أمامهم. .

مع ملاحظة: أن هذا التدخل قد انحصر في حالة واحدة هي حين يكون الخطر يتهدد الرمز الأعظم الذي يكون إسقاطه إسقاطا للمشروع الإلهي كله. . مثل إبراهيم «عليه السلام» و نبينا الأعظم محمد «صلى اللّه عليه و آله» . . دون غيرهما من الأنبياء «عليهم السلام» .

فكان لا بد من التدخل الإلهي؛ لأن القضية لا تختص بقوم دون قوم، بل الخسارة تكون للبشرية جمعاء. .

و لا يمكن التفريط في أمر كهذا لمنافاته اللطف الإلهي الذي يفرض إقامة الحجة على جميع البشر، و الرحمة لهم، بحفظ باب الهداية مفتوحا

نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 4  صفحه : 196
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست