نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 4 صفحه : 193
ثانيا: إن ذلك لا يمنع من تعرضه «عليه السلام» للجراح و قطع الأعضاء و الأسر و التعذيب البالغ.
و هو أمر يتجنبه و يخشاه الناس و سيأتي بعد صفحات ما يؤيد الجواب الأول و أنه «عليه السلام» قد كان موطنا نفسه على القتل و الأسر و معنى ذلك هو أنه كان لا يقطع بالبقاء إلى ما بعد وفاة النبي «صلى اللّه عليه و آله» ، لأجل إمكانية حصول البداء في هذا الأمر لما قلنا.
قريش و المبيت:
و يقول البعض أيضا: «إن هذا الذي كان من علي ليلة الهجرة في تحديه لقريش هذا التحدي السافر، و في استخفافه بها، و قيامه بينها ثلاثة أيام يغدو و يروح إن ذلك لا تنساه قريش لعلي أبدا.
و لو لا أنها وجدت في قتله يومئذ إثارة فتنة تمزق وحدتها، و تشتت شملها، دون أن يكون في ذلك ما يبلغ بها غايتها في محمد «صلى اللّه عليه و آله» -لو لا ذلك-لقتلته، و شفت ما بصدرها منه، و لكنها تركته، و انتظرت الأيام لتسوي حسابها معه» [1].
و لقد كان حسابا عسيرا حقا، و لا سيما بعد أن أضاف إلى ذلك: أنه قتل رجالها، و جندل صناديدها، و بقي اليد الطولى لابن عمه يضرب بها هنا و هناك كل متكبر جبار، أين و أنى شاء.
و قد بدأ هذا الحساب العسير فور استشهاده «صلى اللّه عليه و آله» ، و حتى قبل أن يغسل و يكفن و يدفن.