responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 4  صفحه : 143

الخيانات للحق و للدين؛ لأهداف دنيوية رخيصة، و صدق المثل الذي يقول: «لأمر ما جدع قصير أنفه» .

و لعلك تقول: كيف يمكن لرجلين: أن يقفا في وجه قريش و يرداها على أعقابها؟ ! و هي في إبان غضبها، و أعلى درجات تحمسها.

و الجواب: أن الرجل الواحد أيضا كان يكفي لرد كيد قريش، و ذلك لأن هذا الرجل أو هذين الرجلين يقف أو يقفان على فم الشعب، حيث لا يمكن أن يعبر إلا أفراد أو جماعات صغيرة يمكن ردها على أعقابها برد الفئة الأولى منها.

و قد كان يقال: إن عمرو بن عبد ود-الذي قتله أمير المؤمنين «عليه السلام» -يعد بألف فارس، و ذلك لأنه وقف على فم الوادي، و منع ألف فارس من ورودها، و لم يمكن دخول الألف إلا متفرقين بسبب ضيق المكان.

سرية الاجتماع، و التقية.

إن المحافظة على سرية الاجتماع، التي بلغت الحد الذي لم يستطع حتى من كانوا ينامون مع المسلمين: أن يشعروا بشيء، و لا عرفوا بغيبة رفقائهم، و كذلك الحال في موعد الاجتماع و مكانه، و الطريقة التي تم بها، رغم ضخامته، و اتساع نطاقه-إن كل ذلك-ليعتبر مثلا رائعا، و دليلا قويا على مدى وعي أولئك المسلمين و يقظتهم، و حسن تدبيرهم.

كما أنه برهان آخر على أن اللجوء إلى عنصر السرية لا يعتبر تخاذلا، إذا كان المسلمون لا يملكون مقومات الدفاع عن أنفسهم في مقابل قوى الظلم و الطغيان.

نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 4  صفحه : 143
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست