نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 4 صفحه : 121
بقلوبهم، و يصلح بك ذات بينهم، و يؤلف بين قلوبهم» [1].
3-تعاليم الشريعة السمحاء:
إن تعاليم الإسلام لهي التعاليم الموافقة للفطرة السليمة، و بلا تعقيد أو إبهام فيها، فهي بسيطة و سهلة، لا يحتاج إدراك حقانيتها إلى تفكير عميق، أو إجهاد في فهم مراميها، و التكهن بنتائجها.
و لذلك نجد أهل المدينة يدركون بسرعة قدرة هذه الدعوة على حل مشاكلهم، فيسارعون إلى قبولها، بمجرد سماعهم لأهدافها، و مبادئها.
و من الواضح: أن أهل المدينة كانوا لا يعانون من ظروف أهل مكة، الذين يحاربون الإسلام لأنهم رأوا فيه خطرا على مصالحهم الشخصية، و امتيازاتهم الظالمة التي فرضوها لأنفسهم، و أهوائهم و انحرافاتهم، كما أوضحناه في غير موضع.
إن أهل المدينة بالإضافة إلى إخبارات اليهود لهم، قد رأوا منذ اللحظات الأولى في الإسلام و تعاليمه المنقذ لهم، و المخرج من الظلمات إلى النور، و من الموت إلى الحياة، و رأوا فيه الموافقة للفطرة و العقل السليم، سواء على صعيد العقائد أو التشريع، أو على صعيد اتخاذ القرار الاجتماعي و السياسي، فقد سألوا النبي «صلى اللّه عليه و آله» عما يدعو إليه، فقال: إلى شهادة أن لا إله إلا اللّه، و أني رسول اللّه، و أدعوكم إلى: أَلاّٰ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَ بِالْوٰالِدَيْنِ إِحْسٰاناً وَ لاٰ تَقْتُلُوا أَوْلاٰدَكُمْ مِنْ إِمْلاٰقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَ إِيّٰاهُمْ وَ لاٰ تَقْرَبُوا اَلْفَوٰاحِشَ مٰا ظَهَرَ مِنْهٰا وَ مٰا بَطَنَ وَ لاٰ تَقْتُلُوا اَلنَّفْسَ اَلَّتِي حَرَّمَ اَللّٰهُ إِلاّٰ بِالْحَقِّ ذٰلِكُمْ وَصّٰاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ،