نام کتاب : سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 528
وصية أبي طالب عند وفاته
وعند وفاته قال لأولاده :
« اُوصيكم بمحمّد خيراً فانّه الأمينُ
في قُريش وهو الجامعُ لكلّ ما اُوصيكم به ، وقد جاءَ بأمر قبله الجَنان ، وانكره
اللِسان مخافة الشنئان ، وأيم اللّه لكأنّي انظرُ إلى صعاليك العرب ، وأهل البرّ
في الاطراف ، والمستضعفين من الناس ، قد أجابوا دعوته ، وصدّقوا كلمته ، وعظّموا
أمره فخاض بهم غمرات الموت ، فصارت رؤساء قريش وصناديدها أذناباً ، ودُورُها
خراباً ، وضُعفاؤها أرباباً ، وإذا أعظمهم عليه أحوجهم إليه ، وأبعدهم منه أحظاهم
عنده ... ».
ثم ختم وصيته هذه بقوله :
يا معشر قريش كونوا له ولاةً ، ولحزبه
حماةً ، واللّه لا يسلك أحدٌ منكم سبيله الارشد ، ولا يأخذ أحد بهديه الاّ سعد [١].
نحن لا نشك في أن « أبا طالب » كان
صادقاً في اُمنيّته هذه لأن خدماته الكبرى وتضحياته المتواصلة خلال عشر سنوات من
بداية عهد الرسالة شاهدة على صدق مقاله ، كما كان صادقاً في الوعد الّذي قطعه على
نفسه لابن أخيه ( محمّد ) في مبدأ البعثة عندما جمع رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أعمامه
وعشيرته الأقربين ودعاهم إلى الإسلام فقال له ابو طالب :
« اُخرج يا ابن أخي فانّكَ الرفيعُ
كعباً ، والمنيع حزباً ، والأعلى أباً.