نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 14 صفحه : 214
ترى من قتل من آبائنا و أبنائنا و عشائرنا فقال أبو سفيان و قد طابت أنفس قريش بذلك قالوا نعم قال فأنا أول من أجاب إلى ذلك و بنو عبد مناف معي فأنا و الله الموتور و الثائر [1] و قد قتل ابني حنظلة و أشراف قومي فلم تزل العير موقوفة حتى تجهزوا للخروج فباعوها فصارت ذهبا عينا و يقال إنما قالوا يا أبا سفيان بع العير ثم اعزل أرباحها فكانت العير ألف بعير و كان المال خمسين ألف دينار و كانوا يربحون في تجاراتهم للدينار دينارا و كان متجرهم من الشام غزة لا يعدونها إلى غيرها و كان أبو سفيان قد حبس عير بني زهرة لأنهم رجعوا من طريق بدر و سلم ما كان لمخرمة بن نوفل و لبني أبيه و بني عبد مناف بن زهرة فأبى مخرمة أن يقبل عيره حتى يسلم إلى بني زهرة جميعا [2] و تكلم الأخنس فقال و ما لعير بني زهرة من بين عيرات قريش قال أبو سفيان لأنهم رجعوا عن قريش قال الأخنس أنت أرسلت إلى قريش أن ارجعوا فقد أحرزنا العير لا تخرجوا في غير شيء فرجعنا فأخذت بنو زهرة عيرها و أخذ أقوام من أهل مكة أهل ضعف لا عشائر لهم و لا منعة كل ما كان لهم في العير .
قال الواقدي و هذا يبين أنه إنما أخرج القوم أرباح العير قال و فيهم أنزل [3]إِنَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوََالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اَللََّهِ الآية .
قال فلما أجمعوا على المسير قالوا نسير في العرب فنستنصرهم فإن عبد مناة غير متخلفين عنا هم أوصل العرب لأرحامنا و من اتبعنا من الأحابيش فأجمعوا على أن يبعثوا أربعة من قريش يسيرون في العرب يدعونهم إلى نصرهم فبعثوا عمرو بن العاص و هبيرة بن وهب و ابن الزبعرى و أبا عزة الجمحي فأبى أبو عزة أن يسير [4] و قال من