responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإحتجاج نویسنده : الطبرسي، أبو منصور    جلد : 1  صفحه : 168
عبد ود أم أنا [1]؟ قال: بل أنت.
قال فأنشدك بالله أنت الذي ائتمنك رسول الله صلى الله عليه وآله على رسالته إلى الجن [2] فأجابت أم أنا؟ قال: بل أنت.


[1] وكان عمرو بن عبد ود قد قاتل يوم بدر حتى أثبتته الجراحة فلم يشهد يوم أحد، فلما كان يوم الخندق، خرج معلما ليرى مكانه وقف هو وخيله قال من يبارز، فبرز له علي بن أبي طالب فقال له: يا عمرو إنك قد كنت عاهدت الله أن لا يدعوك رجل من قريش إلى إحدى خلتين إلا أخذتها منه، قال له: أجل. قال له علي: فإني أدعوك إلى الله وإلي رسوله وإلى الإسلام قال: لا حاجة لي بذلك. قال: فإني أدعوك إلى النزال فقال له: لم يا بن أخي؟ فوالله ما أحب أن أقتلك. قال له علي: ولكني والله أحب أن أقتلك فحمى عمرو عند ذلك، فأقحم عن فرسه فعقره وضرب وجهه، ثم أقبل على علي فتنازلا وتجاولا فقتله علي رضي الله عنه.
قال ابن إسحاق: وقال علي بن أبي طالب رضوان الله عليه في ذلك:
نصر الحجارة من سفاهة رأيه * ونصرت رب محمد بصوابي فصدرت حين تركته متجدلا * كالجذع بين دكادك وروابي وعففت عن أثوابه ولو أنني * كنت المقطر بزنى أثوابي لا تحسبن الله خاذل دينه * ونبيه يا معشر الأحزاب
[2] ج 6 بحار الأنوار ص 315.
عيون المعجزات من كتاب الأنوار مسندا عن سلمان قال: كان النبي " ص " ذات يوم جالسا بالأبطح وعنده جماعة من أصحابه وهو مقبل علينا بالحديث، إذ نظرنا إلى زوبعة قد ارتفعت فأثارت الغبار، وما زالت تدنو والغبار يعلو إلى أن وقفت بحذاء النبي " ص " ثم برز منها شخص كان فيها، ثم قال: يا رسول الله " ص " إني وافد قوم وقد استجرنا بك فأجرنا، وابعث معي من قبلك من يشرف على قومنا فإن بعضهم قد بغى علينا، ليحكم بيننا وبينهم بحكم الله وكتابه، وخذ على العهود والمواثيق المؤكدة أن أرده إليك في غداة غد سالما إلا أن تحدث علي حادثة من عند الله، فقال النبي " ص ": من أنت ومن قومك.؟ قال: أنا عطرفة بن شمراخ أحد بني نجاح، وأنا وجماعة من أهلي كنا نسترق السمع فلما منعنا من ذلك آمنا ولما بعثك الله نبيا آمنا بك، على ما علمته وقد صدقناك وقد خالفنا بعض القوم، وأقاموا على ما كانوا عليه فوقع بيننا وبينهم الخلاف، وهم أكثر منا عددا وقوة، وقد غلبوا على الماء والمرعى، وأضروا بنا وبدوا بنا، فابعث معي من يحكم بيننا بالحق، فقال له النبي " ص ": فاكشف لنا عن وجهك حتى نراك على هيئتك التي أنت عليها، قال:
فكشف لنا عن صورته فنظرنا فإذا شخص عليه شعر كثير، وإذا رأسه طويل، طويل العينين، عيناه في طول رأسه، صغير الحدقتين، وله أسنان كأنها أسنان السباع، ثم أن النبي " ص " أخذ عليه العهد والميثاق على أن يرد عليه في غد من يبعث به معه، فلما فرغ من ذلك التفت إلى أبي بكر فقال: سر مع أخينا عطرفة وانظر إلى ما هم عليه، واحكم بينهم بالحق، فقال: يا رسول الله وأين هم؟ قال: هم تحت الأرض، فقال أبو بكر وكيف أطيق النزول تحت الأرض؟ وكيف أحكم بينهم ولا أحسن كلامهم؟ ثم التفت إلى عمر بن الخطاب فقال له مثل قوله لأبي بكر، فأجاب مثل جواب أبي بكر. ثم أقبل على عثمان وقال له مثل قولهما فأجابه كجوابهما. ثم استدعى عليا وقال له: يا علي سر مع أخينا عطرفة، وتشرف على قومه، وتنظر إلى ما هم عليه وتحكم بينهم بالحق فقام أمير المؤمنين مع عطرفة وقد تقلد سيفه، قال سلمان: فتبعتهما إلى أن صارا إلى الوادي فلما توسطاه نظر إلى أمير المؤمنين " ع " وقال قد شكر الله تعالى سعيك يا أبا عبد الله فارجع، فوقفت أنظر إليهما، فانشقت الأرض ودخلا فيها ورجعت، وتداخلني من الحسرة ما الله أعلم به كل ذلك إشفاقا على أمير المؤمنين وأصبح النبي " ص " وصلى بالناس الغداة وجاء وجلس على الصفا وما زال يحدث أصحابه، إلى أن وجبت صلاة العصر وأكثر القوم والكلام، وأظهروا اليأس من أمير المؤمنين " ع " فصلى النبي " ص " صلاة العصر وجاء وجلس على الصفا، وأظهر الفكر في أمير المؤمنين " ع " وظهرت شماتة المنافقين بأمير المؤمنين " ع " وكادت الشمس تغرب، فتيقن القوم أنه قد هلك وإذا قد انشق الصفا، وطلع أمير المؤمنين " ع " منه، وسيفه يقطر دما، ومعه عطرفة، فقام إليه النبي وقبل بين عينيه وجبينه، وقال له: ما الذي حبسك عني إلى هذا الوقت؟ فقال عليه السلام: صرت إلى جن كثير قد بغوا على عطرفة وقومه من المنافقين، فدعوتهم إلى ثلاث خصال فأبوا علي، وذلك إني دعوتهم إلى الإيمان بالله تعالى والإقرار بنبوته ورسالتك فأبوا، فدعوتهم إلى أداء الجزية فأبوا، فسألتهم أن يصالحوا عطرفة وقومه فيكون بعض المرعى لعطرفة وقومه وكذلك الماء فأبوا ذلك كله، فوضعت سيفي فيهم وقتلت منهم ثمانين ألفا، فلما نظروا إلى ما حل بهم طلبوا الأمان والصلح ثم آمنوا وزال الخلاف بينهم، وما زلت معهم إلى الساعة. فقال عطرفة يا رسول الله جزاك الله وأمير المؤمنين عنا خيرا.
نام کتاب : الإحتجاج نویسنده : الطبرسي، أبو منصور    جلد : 1  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست