الفصل الأوّل في أنّ مسألة القطع ليس من المسائل الكلاميّة
لأنّ موضوع علم الكلام هو الوجود [1]، و البحث عن الحُسْن و القُبْح في علم الكلام إنّما هو بالنسبة إليه تعالى؛ بمعنى أنّه لا يصدر منه إلّا الحَسَن، و يمتنع صدور القبيح منه تعالى.
و ليس البحث عن مطلق الحُسْن و القُبْح من المباحث الكلاميّة، فلا ريب في أنّ هذا البحث من المباحث الاصوليّة؛ لما عرفت من أنّ مسائل كلّ علم: عبارة عن جملة من القضايا المتناسبة المتّحدة سنخاً، و هذه المبحث- أيضاً- من سنخها؛ لوقوع نتيجتها كبرى لاستنباط الأحكام الشرعيّة، أو لأجل أنّ الموضوع لعلم الاصول هو الحجّة في الفقه، و هو كذلك.