الحمد للّه الّذى هدانا بتوفيق الى رجاء و فضّلنا بتوحيده على كافّة عبيده حمدا يقصر عن حده الاوهام و تحسر عن عدّة الأفهام و بعد فهذا كتاب تشريح الأصول الفائق بحسبه ساير مصنّفات الفحول سيّما بملاحظة ما قد حوى من وضوح العبارة و حسن البيان مع الإشارة الى ما يحتاج اليه من البرهان مقتصر فيه على الفكر الدّقيق فى بيان المعانى و التّحقيق موجز بالكلام واف بالنّقض و الابرام و لعمرى انّه فى كتب الاصول بمنزلة الرّبيع من الفصول فليبتهج به الطّالبون ابتهاج الصّادى بالماء الزّلال و المهجور اذا احتظى من حيث لا يحتسب بالوصال ممّا صنّفه العالم الفاضل المحقّق الكامل علّامة العالم و فخر نوع بنى آدم من ضرب فى الفضل بالقدح الافضل و حاز من الكمال القسط الاجزل من قصرت الافاضل عن الجرى فى ميدانه و نقص وزنهم عن اوزانه و ما هم منه الّا لمن اغترف من البحر بكفّه و اعترف بالتقصير و ان بولغ فى وصفه فهو مصداق هذه الأبيات الحسنة و اللّائق بهذه المقالة المستحسنة فقت كلّ الورى فكنت وحيدا فلوى خاضعا لك الدّهر جيدا لك فى فنك الأصول اساس هو باق مدى الزّمان جديدا اين من فضلك المبرّ و مشعرى و لئن قد بلغت فيه لبيدا اعنى صاحب الفضل الجلىّ الآخوند ملّا علىّ النجفىّ مسكنا و النّهاوندى اصلا ادام اللّه تعالى له الوجود و ربط اطناب عزّه بثبات الخلود و كتب بيده الجانية جعفر ابن المرحوم السيّد محمّد باقر البحر العلوم الطّباطبائى و لقد حرّر و صحّح و طبع بمباشرة زبدة الأماثل و الاقران و عمدة التّجار الميرزا محمّد على التّاجر الطّهرانى حفظه اللّه تعالى فى دار الخلافة طهران صانها اللّه عن آفات الدّوران فى شهر شعبان المعظّم من مشهور ستّة عشر و ثلاثمائة بعد الالف من الهجرة النّبويّة على هاجرها الف الف سلام و تحيّة اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و اغفر لبانى هذه النّسخة الشّريفة و لكاتبه و لوالدى كاتبه المذنب المجرم الخاطئ المسكين الذّليل الفقير الحقير المستجير و ارحم المسن استغفرك له بمحمّد و آله الطّاهرين