عن دار المنتظم فی السرّ الأعظم لمحمد بن طلحة الشافعی و هو من أکابر
علماء أهل السنّة و قد ثبت عند علماء الطریقة و مشایخ الحقیقة بالنقل
الصحیح و الکشف الصریح أنّ أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب کرّم اللّه وجهه
قال علی المنبر بالکوفة و هو یخطب: بسم اللّه الرحمن الرحیم الحمد للّه
بدیع السماوات و فاطرها، و ساطح المدحیات و وازرها و موطد الجبال و قافرها
[1] و مفجّر العیون و نافرها [2] و مرسل الریاح و زاجرها و ناهی القواصف و
آمرها و مزیّن السماء و زاهرها و مدبّر الأفلاک و مسیّرها و مقسّم المنازل و
مقدّرها و منشئ السحاب و مسخّرها و مولج [3] الحنادس و منوّرها و محدث
الأجسام و مقرّرها و مکوّر الدهور و مکدرها و مورد الامور و مصدرها و ضامن
الأرزاق و مدبّرها و محیی الرفات و ناشرها، أحمده علی آلائه و تکاثرها و
أشکره علی نعمائه و تواترها، و أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شریک له
شهادة تؤدّی إلی السلامة ذاکرها و تؤمن من العذاب ذاخرها و أشهد أنّ محمّدا
عبده و رسوله الخاتم لما سبق من الرسالة و فاخرها و رسوله الفاتح لما
استقبل من الدعوة و ناشرها أرسله إلی أمّة قد شفر بعبادة الأوثان شاعرها و
اغلنطس بضلالة عبادة الأصنام ماهرها و یفحم بحجج عن الجهالة سادرها و فجر
نعماء الشبهات فجور فاجرها و هدی علی لسان الشیطان بقبول العصیان طائرها و
قسم آکام الأحکام بزخرف الشقاشق ماکرها فأبلغ فی النصیحة و وافرها و غاض
لجج بحار الضلال و عامرها و أنار منار أعلام الهدایة و منابرها و محق
بمعجزات القرآن دعوة الشیطان و مکاثرها و أرغم معاطس الغواة و کافرها حتّی
أصبحت دعوته بالحق بأوّل زائرها، و مجیبه بقبول الصدق شاعرها بنطق
(1)- من القفر و هو الخالی من الامکنة (کتاب العین: 5/ 151). (2)- نافرها: نازعها. (3)- فی بعض النسخ: و مدلج.
نام کتاب : الزام الناصب فی اثبات الحجه الغائب عجل الله تعالی فرجه الشریف نویسنده : الیزدي الحائري، علي جلد : 2 صفحه : 191