نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 10 صفحه : 317
في يوسف بن إبراهيم لأنه اهدى إلى الصواب فيه ونحن نسأله ان آثر قتله ان يقتلنا قبله وان آثر عقابه ان يبلغه منا فهو في سعة وحل فقال ولم ذلك؟
فقالوا لنا ثلاثون سنة ما فكرنا في ابتياع شئ مما نحتاجه ولا وقفنا بباب غيره وعجوا بالبكاء فقال ابن طولون بارك الله عليكم فقد كافأتم احسانه ثم احضره وقال خذوا بيده وانصرفوا قال أبو جعفر أحمد بن يوسف بعث أحمد بن طولون في الساعة التي توفي فيها والدي بخدم فهاجموا الدار وطالبوا بكتبه مقدرين ان يجدوا فيها كتابا ممن ببغداد فحملوا صندوقين وقبضوا علي وعلى أخي فأدخلنا عليه وبين يديه رجل من أشراف الطالبيين فامر بفتح الصندوقين فوجدوا دفتر جراياته على الاشراف وغيرهم فإذا اسم ذلك الطالبي في الجراية فقال له كانت عليك جراية ليوسف بن إبراهيم قال نعم أيها الأمير دخلت هذه المدينة وانا مملق فاجرى علي في كل سنة مائتي دينار زاد الصفدي ومائة أردب قمحا ثم امتلأت يداي بطول الأمير فاستعفيته منها فقال لي نشدتك الله ان قطعت سببا لي برسول الله ص وتدمع الطالبي فقال ابن طولون رحم الله يوسف بن إبراهيم ثم قال انصرفوا إلى منزلكم فلا باس عليكم فانصرفنا فلحقنا جنازة والدنا وحضر ذلك العلوي وقد أحسن مكافاة والدنا في مخلفيه انتهى.
الشيخ يوسف بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن صالح بن أحمد بن عصفور الدرازي البحراني صاحب الحدائق.
توفي بكربلاء بعد ظهر يوم السبت 4 ربيع الأول سنة 1186.
والدرازي منسوب إلى دراز بالدال المهملة المفتوحة والراء المخففة بعدها ألف وزاي من أفاضل علمائنا المتأخرين جيد الذهن معتدل السليقة بارع في الفقه والحديث وكان على طريقة الاخباريين. قال في حقه أبو علي صاحب الرجال: عالم فاضل متبحر ماهر محدث ورع عابد صدوق دين من أجلة مشايخنا المعاصرين وأفاضل علمائنا المتبحرين كان أبوه الشيخ احمد من أجلة تلامذة شيخنا الشيخ سليمان الماحوزي وكان عالما فاضلا محققا مدققا مجتهدا صرفا كثير التشنيع على الاخباريين كما صرح به ولده شيخنا المذكور في اجازته الكبيرة وكان هو قدس سره أولا اخباريا صرفا ثم رجع إلى الطريقة الوسطى وكان يقول إنها طريقة العلامة المجلسي صاحب البحار انتهى.
وكان مراده بالطريقة الوسطى ترك بعض ما يقوله الاخباريون من أنهم لا يعملون الا بالقطع وان الاخبار قطعية وغير ذلك من الأمور والا فالرجل اخباري صرف لا يدخل في شئ من طرق المجتهدين كما تشهد بذلك مصنفاته. نعم ربما يكون قد ترك شيئا من مقالاتهم فقيل فيه انه على الطريقة الوسطى. وكان العلامة البهبهاني المعاصر له ينكر عليه أشد الإنكار وينافره أقوى المنافرة كما هو مشهور.
وقال في ترجمة نفسه في اجازته الكبيرة انه ولد في السنة السابعة بعد المائة والألف في قرية الماحوز بالبحرين واشتغل وهو صبي على والده طاب ثراه ثم على العالم العلامة الشيخ حسين الماحوزي قال أبو علي وكان عالما عاملا فاضلا كاملا مجتهدا صرفا حكى الأستاذ والعلامة دام علاه يعني الآقا البهبهاني انه كان كثير الطعن على الاخباريين ويقول هم الذين يقولون ما لا يفعلون ويقلدون من حيث لا يشعرون واشتغل أيضا على الشيخ احمد ابن عبد الله البلادي وغيرهما من علماء البحرين وبقي مدة مشتغلا بالتحصيل ثم سافر إلى الحج وزار النبي ص وأهل بيته ثم رجع إلى القطيف وبقي بها مدة مشتغلا بالتحصيل وبعد خراب البحرين واستيلاء الاعراب وغيرهم عليها فر إلى ديار العجم وقطن في كرمان ثم في شيراز وتوابعها من الاصطهبانات مشتغلا بالتدريس والتآليف ثم سافر إلى العتبات العاليات وجاور في كربلاء شرفها الله إلى أن قبض بها بعد ظهر يوم السبت الرابع من شهر ربيع الأول سنة ست وثمانين بعد الألف ومائة وتولى غسله كما في رجال أبي علي المقدس الشيخ محمد علي الشهير بابن سلطان والحاج معصوم وهما من تلامذته وقال صلى عليه العلامة البهبهاني واجتمع خلف جنازته جمع كثير وجم غفير مع خلو البلاد من أهلها لحادثة نزلت بهم قيل وهي الطاعون العظيم الذي كان في تلك السنة في العراق وهاجر فيها السيد بحر العلوم إلى مشهد الرضا ع ثم رجع إلى أصفهان. ودفن في الرواق عند رجلي سيد الشهداء مما يقرب من الشباك المبوب المقابل لقبور الشهداء وابتلي في آخر عمره بثقل السامعة كما عن المحقق السيد محسن البغدادي في رسالته التي رد بها مقدمات الحدائق.
من يروي عنهم يروي عن جماعة وأعلى طرقه رواية من المولى رفيع الدين بن فرج الجيلاني الرشتي المجاور في المشهد الرضوي عن العلامة المجلسي. ويروي عن جماعة من الأساطين منهم السيد مهدي بحر العلوم والشيخ محمد مهدي الفتوني العاملي والشيخ مهدي النراقي.
مؤلفاته له مؤلفات نافعة منها وهو أحسنها الحدائق الناضرة في احكام العترة الطاهرة خرج منه جميع العبادات الا الجهاد وأكثر المعاملات إلى الطلاق، والدرر النجفية، وسلاسل الحديد في تقييد ابن أبي الحديد ردا على شرحه لنهج البلاغة، والشهاب الثاقب في معنى الناصب، والنفحات الملكوتية في الرد على الصوفية ذكر فيه جملة من خرافاتهم وعد منهم ملا محسن الكاشاني الاخباري ونقل عنه مقالات قبيحة وعقائد غير مليحة وردها، وتدارك المدارك حاشية على المدارك في الطهارة والصلاة، واعلام القاصدين إلى مناهج أصول الدين، ومعراج النبيه في شرح من لا يحضره الفقيه، وكتاب الخطب للجمعات والأعياد، وجليس الحاضر وأنيس المسافر كالكشكول، وأجوبة المسائل البحرانية، ومناسك الحج، ورسائل أفضلية التسبيح في الركعتين الأخيرتين، ورسائل تحقيق معنى الايمان والاسلام، ورسالة انفعال الماء القليل بالنجاسة ردا على الكاشي، ورسالة اتمام الصلاة في الحرم الأربعة، ورسالة الرد على السيد الداماد في قوله بعموم المنزلة في الرضاع، ورسالة المنع عن الجمع بين فاطميتين وهي عندي، ورسالة في الصلاة متنا وشرحها واخرى منتخبة منها ورسالة في الميراث نسختها بيدي بالنجف الأشرف سنة عشر وثلثمائة بعد الألف، وأجوبة المسائل الشيرازية، وأجوبة المسائل البهبهانية، وأجوبة المسائل الكازرونية، وإجازة كبيرة لابني اخويه سماها لؤلؤة البحرين تشتمل على ترجمة أحوال أكثر علمائنا إلى زمان الصدوقين.
مراثيه ممن رثاه السيد محمد الشهير بالزيني مؤرخا عام وفاته من قصيدة مطلعها:
ما عذر عين بالدما لا تذرف * وحشاشة بلظى الأسى لا تتلف
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 10 صفحه : 317