و كان عمارة هجّاء خبيث
اللّسان، فهجا [4] فروة بن حميصة الأسديّ و طال [5]التّهاجي بينهما، فلم يغلب
أحدهما صاحبه [6] حتى قتل فروة.
ما هاجى شاعرا إلا كفي
مئونته
و أخبرني محمد بن يحيى
قال:
حدّثنا أبو ذكوان قال: قال
لي عمارة: ما هاجيت شاعرا قطّ إلا كفيت مئونته في سنة أو أقلّ من سنة، إمّا أن
يموت، أو يقتل، أو أفحمه، حتى هاجاني أبو الرّدينيّ العكليّ، فخنقني [7] بالهجاء،
ثم هجا بني نمير فقال:
أ توعدني لتقتلني
نمير
متى قتلت نمير من هجاها؟
/ فكفانيه بنو نمير فقتلوه، فقتلت بنو عكل- و هو يومئذ
ثلاثمائة رجل- أربعة آلاف رجل من بني نمير.