يعدّ الفيلسوف و المتكلم و الرياضي، و المنجم، أبو جعفر محمد بن محمد
ابن الحسن الطوسي، الملقب بنصير الدين، و المشهور بالخواجه نصير الطوسي المولود
سنة 597 ه- 1201 م و المتوفى سنة 672 ه- 1273/ 1274 م) من أكبر الشخصيات العلمية و
الدينية و السياسية في الإسلام، و أحد المفاخر الكبرى في عالم التشيع خاصة. ان
نبوغه الفكري، و سعة اطلاعه، و آثاره العديدة في العلوم المختلفة، و ما كان له من
تأثير في العلماء بعده، كل ذلك جعل له قديما من الشهرة التي طبقت آفاق العالم، ما
جعل العلماء يذكرونه بأوصاف و ألقاب مختلفة، مثل «أستاذ البشر» و «خاتم المحققين» ...
و المؤسف ان آثار هذا الحكيم المتعدد الطاقات و الفنون، لم تحظ في
العصور الحديثة بالاهتمام الذي يجب لها، و لم تصل كتبه و رسائله المهمة إلى أيدي
الفضلاء و أهل العلم، لذا لم تعمّ شهرته إلى المدى الذي يناسب شأنه، و لا بد يوما
من أن تسود أفكاره العلمية لا المراكز العلمية الإسلامية وحدها، بل و أن يتعرف
العالم كله إلى مآتيه العلمية و الفلسفية و الاخلاقية.
لقد أدركت منذ زمن بعيد أهمية آثار هذا العالم و اهمية أفكاره،