نام کتاب : الجوهر النضيد نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 7
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله المتفرد بوجوب الوجود المتوحد
بالكرم و الجود مبدع المواد الناقصة بحسب ذواتها و خالق الصور المختلفة لتكميلها
بحسب استعداداتها واجب الوجود فلا يتطرق إليه العدم في حين من الأحيان و واهب كل
مستكمل كماله فلا خلل في أفعاله و لا نقصان نحمده على نعمه المتواترة و نشكره على
آلائه المتظافرة.
و الصلاة على أشرف الأنفس الطاهرة خصوصا على محمد و آله الأنجم
الزاهرة.
و بعد فإن الله تعالى لما وفقني للاستفادة من شيخنا المولى الإمام
الأعظم و العالم المعظم أفضل المتأخرين على الإطلاق و أكمل المعاصرين في الفضائل و
الأخلاق نصير الملة و الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي قدس الله روحه الزكية و
أفاض على تربته المراحم الربانية وقفت على المختصر الموسوم بالتجريد في علم المنطق
فوجدته قد اشتمل على مسائل شريفة بعبارات لطيفة تعسر الاطلاع على معانيها و تعذر
الوقوف على فحاويها قد جمع فيه مطالب القدماء و ما زاده المتأخرون من العلماء
فشرعت في إملاء هذا الكتاب الموسوم بالجوهر النضيد في شرح كتاب التجريد لإبانة
مشكلاته و تحليل معضلاته راجيا من الله تعالى النفع به و انتفاع المستفيدين منه و
أن يرفع ذلك في صالح العمل إنه المرجو لكل أمل و هو المستعان و عليه التكلانقال المصنف نور
ضريحه بسم الله الرحمن الرحيم نحمد الله حمد الشاكرين و نصلي على محمد و آله
الطاهرين.
و بعد فإنا أردنا أن نجرد أصول المنطق و مسائله على الترتيب و
نكسوها حليتي الإيجاز و التهذيب تجريدا يتيسر للحافظ تكرارها و لا يتعسر على
الضابط تذكارها فجعلنا تلك الأصول مرتبة في تسعة فصول
الفصل الأول في مدخل هذا العلم
اللفظ يدل على تمام معناه بالمطابقة دلالة الإنسان على الحيوان
الناطق و على جزئه بالتضمن دلالته على بعض أجزائه و على ملزومه خارجا عنه
بالالتزام دلالة الضاحك عليه أقول هاهنا مباحث أحدها أن المنطق هل هو علم أم لا و قد اختلف فيه و
الحق أنه علم متعلق بالمعقولات الثانية و إن لم يكن علما بالمعقولات الأولي و هو
داخل تحت مطلق العلم و قول المخالف إنه آلة في اكتساب العلوم فلا يكون علما خطأ
لأنه ليس آلة لجميعها حتى البديهيات و النظريات التي لا يتطرق إليها الخطأ بل
لبعضها و يجوز أن يكون بعض العلوم آلة لغيره كالهندسة و غيرها.
و الثاني أن المنطقي لا نظر له بالذات في الألفاظ و إنما نظره الذاتي
في المعاني نعم إنه إنما ينظر في الألفاظ بقصد ثان لا بحسب لغة خاصة بل مطلقا
كنظره في تقسيم دلالات
نام کتاب : الجوهر النضيد نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 7