الحمد للّه ربّ العالمين، و الصلاة و السلام على خير خلقه و أشرف
بريّته محمد و على آله الطيّبين الطاهرين.
و بعد:
ان القانون- الوضعي- الذي يضعه البشر لأنفسهم لضمان مسيرة المجتمع
الذي يعيشون فيه محدود بمحدودية الإنسان، لا يستطيع أن يغطّي كلّ المجتمعات
البشريّة، و لا أن يستوعب كلّ الأزمان، و لذا فهو يختلف باختلاف الأشخاص الذين
يضعونه- فكرهم، مجتمعهم، حاجاتهم، مستواهم الحضاري- و يختلف باختلاف الأزمان فإنّ لكلّ
زمن حاجاته التي يختلف فيها عن زمن آخر.
يقول القانوني الكبير الدكتور السنهوريّ عن نقص القانون الفرنسي و
تغيّره حسب الزمن:
«و التقنين الفرنسي قد قدم به العهد و هو اليوم متخلّف عن العصر الذي
يعيش فيه قرنا و نصف القرن، و في خلال هذه الأجيال الطويلة ارتقى التقنين المقارن
إلى مدى جعل التقنين الفرنسي في الصفّ الأخير من التقنينات الحديثة.