(و حرف إذ ما) أى إذا ما حرف (كإن) معنى وفاقا لسيبويه، لا ظرف زمان
زيد عليها ما كما ذهب إليه المبرد فى أحد قوليه، و ابن السراج و الفارسى (و باقى
الأدوات أسما) أما من و ما و متى و أى و أيان و أين و أنى و حيثما: فباتفاق، و
أمّا مهما: فعلى الأصح. و تنقسم هذه الأسماء إلى ظرف و غير ظرف: فغير الظرف من و
ما و مهما، فمن لتعميم أولى العلم، و ما لتعميم ما تدل عليه، و هى موصولة، و
كلتاهما مبهمة فى أزمان الربط، و مهما بمعنى ما، و لا تخرج عن الاسمية- خلافا لمنقوله: (معنى) فهى لمجرد التعليق.
قوله: (و باقى الأدوات أسما) تفصيل إعراب أسماء الشروط على ما فى الهمع و غيره أن
يقال: إذا وقعت الأداة الشرطية بعد حرف جار أو مضاف فهى فى محل جر نحو: عما تسأل
أسأل و غلام من تضرب أضرب و إلا فإن وقعت على زمان أو مكان فظرف فهى فى موضع نصب
على الظرفية نحو متى تقم أقم وأَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ (النساء: 78) أو على حدث فمفعول مطلق
نحو: أى ضرب تضرب أضرب و إلا فإنوقعبعدهافعل لازم نحو: من يقم أقم معه فمبتدأ
خبره فعل الشرط و فيه ضميرها لأن قولك من يقم لو خلا عن معنى الشرط بمنزلة قولك كل
من الناس يقوم و قيل هو و الجواب لأن الكلام لا يتم إلا بالجواب فكان داخلا فى
الخبر، و قيل الجواب لأن الفائدة به تمت ورد بأنه أجنبى من المبتدأ و فيه نظر و
بأن توقف الفائدة عليه من حيث التعليق لا من حيث الخبرية أو متعد واقع عليها نحو:
من يضرب زيدا أضربه و من تضرب أضربه فمفعول به أو واقع على ضميرها نحو: من يضربه
زيد أضربه و من تضربه أضربه، أو متعلقها نحو: من يضرب زيد أخاه فاضربه فاشتغال
فيجوز فى أداة الشرط أن تكون فى موضع رفع على الابتداء و أن تكون فى موضع نصب بفعل
مضمر يفسره الظاهر بعدها و مثلها فى هذا التفصيل أسماء الاستفهام.
قوله: (لتعميم أولى العلم) أى لأولى العلم عموما و كذا يقال فى ما
بعده. قوله: (و هى موصولة) حال من فاعل تدل أى لتعميم مدلولها فى حال الموصولية و
ليس استئنافا حتى يفيد أنها حال الشرطية موصولة اه سم. و لعل الشارح إنما قال ذلك
و لم يقل لتعميم غير العاقل ليجرى كلامه على القول بوضع ما لغير العاقل و القول
بوضعها لما يعمه و يعم العاقل. قوله: (مبهمة فى أزمان الربط) أى لا تدل على زمن
معين من أزمان ربط الجواب بالشرط.
قوله: (و مهما بمعنى ما) و قيل أعمّ منها. قوله: (أنها تكون حرفا)
زاعم ذلك هو السهيلى قال: هى فى (844)- هو من الطويل. أى يا خليلى. و الشاهد فى أنى حيث
جزم الفعلين: لأنه للشرط ههنا، غير منصوب بقوله لا يحاول:
من حاولت الشىء أى أردته.
[844] - البيت بلا نسبة فى شرح شذور الذهب ص 437 و شرح
ابن عقيل ص 583 و المقاصد النحوية 4/ 426.
نام کتاب : حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك و معه شرح الشواهد للعيني نویسنده : الصبان الشافعي جلد : 4 صفحه : 17