أن يتفكر
فيما يؤدي إليه العجب و هو يؤدي إلى المقت و إحباط العمل و يتفكر في الآيات التي
اكتسب بها الطاعة و اقتدر بها عليها فهل هي إلا ملكه ثم ينظر فيما تناوله من القوت
الذي أقام به صلبه فهل هو إلا رزقه ثم ينظر في العافية التي هي له شاملة و بها
يفرغ لما أراده هل هي إلا من نعمه و لرب مريض لو خير بين العافية و أن يقوم
بإزائها أياما و ليالي لاختار العافية و بذل في ثمنها الليالي الكثيرة و العبادة
الغزيرة هذا و أنت تعجب بقيام بعض ليلة و كم متعت بالعافية من يوم و ليلة بل من
شهور و سنة فبما ذا تعجب و أنت تقوم بتوفيقه و تتمكن بعافيته و تتقوى برزقه و تعمل
بجوارحه و آلاته و يقع ذلك في ليله و نهاره فقس قدر عملك إلى ما عليك من نعمه فهل
تجده وافيا بذلك أو بعشر العشير و هل توفيقك للقيام إلا نعمة عليك يلزمك شكرها و
تخشى إن قصرت فيه أن تكون مؤاخذا.