و اعلم أن
حقيقة العجب استعظام العمل الصالح و استكثاره و الابتهاج به.
فإن قلت فمن
صادف في نفسه السرور بالطاعة و الابتهاج بها لكنه لا يستعظمها بل يفرح بفعلها و
يحب الزيادة منها و هذا الأمر لا يكاد الإنسان ينفك عنه فإن الإنسان إذا قام ليلة
أو صام يوما أو حصل له مقام شريف و دعاء و عبادة فإنه يسره ذلك لا محالة فهل يكون
ذلك إعجابا محبطا للعمل و داخلا به في زمرة المعجبين.
فالجواب أن
العجب إنما هو الابتهاج بالعمل الصالح و الإدلال له و استعظامه و أن يرى نفسه به
خارجا من حد التقصير و هذا مهلك لا محالة- ناقل للعمل من كفة الحسنات إلى كفة
السيئات و من رفيع الدرجات إلى أسفل الدركات.