نام کتاب : عدة الداعي و نجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 198
كفيه في الرغبة كونه أقرب إلى حال الراغب في بسط آماله و حسن ظنه
بإفضاله و رجائه لنواله فالراغب يسأل بالآمال فيبسط كفيه لما يقع فيهما من الإحسان
و المراد في الرهبة بجعل ظهر الكفين إلى السماء كون العبد يقول بلسان الذلة و
الاحتقار لعالم الخفيات و الأسرار أنا ما أقدم على بسط كفي إليك و قد جعلت وجههما
إلى الأرض ذلا و خجلا بين يديك و المراد في التضرع بتحريك الأصابع يمينا و شمالا
أنه يكون تأسيا بالثاكل عند المصائب الهائل فإنها تقلب يديها و تنوح بهما إقبالا و
إدبارا و يمينا و شمالا.
و المراد في
التبتل برفع الأصابع مرة و وضعها أخرى بأن معنى التبتل الانقطاع فكأنه يقول بلسان
حاله لمحقق رجائه و آماله انقطعت إليك وحدك لما أنت أهله من الإلهية فيشير بإصبعه
وحدها من دون الأصابع على سبيل الوحدانية و المراد في الابتهال بمد يديه تلقاء
وجهه إلى القبلة أو مد يده و ذراعيه إلى السماء أو رفع يديه و تجاوزهما رأسه بحسب
الروايات أنه نوع من أنواع العبودية و الاحتقار و الذلة و الصغار أو كالغريق
الرافع يديه الحاسر عن ذراعيه المتشبث بأذيال رحمته و المتعلق بذوائب رأفته التي
أنجت الهالكين و أغاثت المكروبين و وسعت العالمين و هذا مقام جليل فلا يدعيه العبد
إلا عند العبرة و تزاحم الأنين و الزفرة و وقوفه موقف العبد الذليل- و اشتغاله
بخالقه الجليل عن طلب الآمال و التعرض للسؤال و المراد في الاستكانة برفع يديه على
منكبيه أنه كالعبد الجاني إذا حمل على مولاه و قد أوثقه قيد هواه و قد تصفد
بالأثقال و ناجى بلسان الحال هذه يداي قد غللتهما بين يديك بظلمي و جرأتي عليك.
نام کتاب : عدة الداعي و نجاح الساعي نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 198