و ينفي عنك وباله و المال لا يبقى لك و لا تبقى له.
تنبيه
و اعلم أن البكاء و العجيج إلى الله سبحانه فرقا من الذنوب- وصف محبوب لكنه غير مجد مع عدم الإقلاع عنها و التوبة منها.
قَالَ سَيِّدُ الْعَابِدِينَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع وَ لَيْسَ الْخَوْفُ مَنْ بَكَى وَ جَرَتْ دُمُوعُهُ مَا لَمْ يَكُنْ لَهُ وَرَعٌ يَحْجُزُهُ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ وَ إِنَّمَا ذَلِكَ خَوْفٌ كَاذِبٌ.
وَ عَنِ النَّبِيِّ ص مَرَّ مُوسَى بِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ هُوَ سَاجِدٌ- وَ انْصَرَفَ مِنْ حَاجَتِهِ وَ هُوَ سَاجِدٌ فَقَالَ ع لَوْ كَانَتْ حَاجَتُكَ بِيَدِي لَقَضَيْتُهَا لَكَ فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ يَا مُوسَى لَوْ سَجَدَ حَتَّى يَنْقَطِعَ عُنُقُهُ مَا قَبِلْتُهُ أَوْ يَتَحَوَّلَ عَمَّا أَكْرَهُ إِلَى مَا أُحِبُّ وَ مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ إِنَّ مُوسَى مَرَّ بِرَجُلٍ وَ هُوَ يَبْكِي ثُمَّ رَجَعَ وَ هُوَ يَبْكِي فَقَالَ إِلَهِي عَبْدُكَ يَبْكِي مِنْ مَخَافَتِكَ- قَالَ اللَّهُ تَعَالَى يَا مُوسَى لَوْ بَكَى حَتَّى نَزَلَ دِمَاغُهُ مَعَ دُمُوعِ عَيْنَيْهِ لَمْ أَغْفِرْ لَهُ وَ هُوَ يُحِبُّ الدُّنْيَا.