responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفاتيح الغيب نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 603

الأنبياء ع مع الله و مخاطبة سيد المرسلين ص معه ليلة المعراج فهي من ظهور سلطان الآخرة على قلوبهم و مما يدل أيضا على ذلك قوله تعالى‌ وَ نُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ‌ [1] فإنه صريح في أن النشأة الآخرة غير نشأة الدنيا و لهذا ليست حقيقتها معلومة إلا للكمل من الأولياء الذين انقلبت نشأتهم إلى تلك النشأة و أما غيرهم سيما أهل التقليد فليس عندهم من الآخرة و صورها الموجودة فيها إلا الألفاظ الموضوعة شرعا لأجل التمثيل عنها من غير دلالتها لهم على خصوص معانيها كما أخبر عنه سبحانه بقوله‌ فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ‌ [2]

قال ابن عباس رضي الله عنه: ليس في الدنيا مما في الجنه إلا الأسماء

كذا ذكر في معالم التنزيل البغوي.

و بالجملة فنحو وجودي الدنيا و الآخرة مختلفان في جوهر الوجود و لو كانت الآخرة من جوهر الدنيا لم يصح أن الدنيا يخرب و الآخرة يبقى فهذا الوجود يخالف وجود الآخرة ذاتا و جوهرا و إلا لكان القول بالآخرة تناسخا و لكان المعاد عبارة عن عمارة الدنيا بعد خرابها و إجماع العقلاء منعقد على أن الدنيا يضمحل و يفسد ثم لا تعود أبدا و لا تعمر أبدا و أكثر أهل الزهادة و العبادة من غير العارفين معرفة حقة إلهية يتصورون لذات الآخرة و نعيمها من جنس لذات الدنيا و نعيمها إلا أن تلك ألذ و أدوم فهم بالحقيقة طلبة الدنيا و عشاق الشهوات و الهواء على آكد وجه و أقوى و هم عند أنفسهم أنهم في طلب مرضات الله و التقرب إليه.

فإذا ثبت و تحقق هذا ظهر أن لا نسبة بين هذا العالم و عالم الآخرة بحسب الواضع و المكان لأن كلا منهما تام برأسه و كذا الكلام فيما إذا كان عالمان أخراويان بل يجوز في الوجود تعدد العوالم الأخروية بأن يكون كل منهما عالما تاما كما مر من أن لكل من أهل السعادة عالما مثل هذا العالم بل أكثر فافهم متوسعا قدرة الله‌


[1] . واقعة 61

[2] . سجدة 17

نام کتاب : مفاتيح الغيب نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 603
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست