نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 326
ثم إنه تعالى ذكر في أهل العذاب"أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا، ناراً"
و
الفاء للتعقيب و التعذيب مشروط بالحياة.
و أيضا قال:"النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَ عَشِيًّا" و إذا جعل أهل العذاب أحياء قبل القيامة
لأجل التعذيب فلأن يجعل أهل الثواب أحياء قبل القيامة كان أولى.
الثالثة، ما روى ابن عباس أن النبي" ص" قال في صفة
الشهداء: إن أرواحهم في أجواف طيور خضراء، و إنها ترو من أنهار الجنة، و تأكل من
ثمارها، و تسرح في الجنة حيث شاءت، و تأتي إلى قناديل من ذهب تحت العرش، فلما رأوا
طيب مسكنهم و مطعمهم و مشربهم، قالوا، يا ليت قومنا يعلمون ما نحن فيه من النعم و
ما صنع الله بنا، كي يرغبون في الجهاد، فقال أنا مخبر عنكم و مبلغ إخوانكم، ففرحوا
بذلك و استبشروا، فأنزل الله هذه الآية.
و سئل ابن مسعود عن هذه الآية، فقال: سألنا عنها، فقيل لنا، إن
الشهداء على نهر بباب الجنة، في قبة خضراء و في رواية: في روضة خضراء.
و عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله" ص" لأبي عبد
الله: ما ذا تحب فقال: يا رب أحب أن تردني إلى الدنيا، فأقاتل فيك، مرة أخرى.
فالروايات في هذا الباب بلغت حد التواتر، فكيف يمكن إنكارها.
فصل في أن النفس الإنسانية لا يتناسخ من بدن إلى آخر في الدنيا
سواء كان إنسانيا و هو المسمى بالنسخ، أو حيوانيا و هو المسخ، أو
نباتيا و هو الفسخ أو جماديا و هو الرسخ، نعم النفوس الإنسانية نشئات مختلفة في
دار أخرى غير هذا الدار. و أما التناسخ بمعنى صيرورة النفس بحسب النشأة الأخروية
مصورة بصورة حيوانية أو نباتية أو جمادية ناقصة المراتب بحسب اختلافها الدنية و
عاداتها الردية، فليس مخالفا للتحقيق، بل هو أمر محقق عند أئمة الكشف و الشهود،
ثابت عند أهل الحق من أرباب الشرائع و الملل.
نام کتاب : المبدأ و المعاد نویسنده : الملا صدرا جلد : 1 صفحه : 326