نام کتاب : شعراء الغدير في القرن الثامن نویسنده : العلامة الأميني جلد : 1 صفحه : 85
تكرهه إلا أنه يأخذ ترابا فيضعه على رأسه، قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى عليه
التراب عرف أنه عاتب على فاطمة فيقول: مالك يا أبا تراب؟
قال الأميني: إن هي إلا نفثات قوم حناق لفظتها رمية القول على عواهنه تلويثا
لقداسة أمير المؤمنين، وتشويها لعشرته الحميدة مع حليلته المطهرة، وفيها حط الصديق
الأكبر والصديقة الكبرى عن مكانتهما الراقية في مكارم الأخلاق، وقد أثمر اليوم
ما بذرته أمس يد الإحن والشحناء من تلكم المفتعلات حتى سود مؤلف اليوم صحائف
تاريخه [1] بقوله: وكان علي يحرد بعد كل منافرة ويذهب لينام في المسجد، وكان حموه يربته
على كتفيه ويعظه ويوفق بينه وبين فاطمة إلى حين، ومما حدث أن رأى النبي ابنته في بيته
ذات مرة وهي تبكي من لكم علي لها. ا هـ.
وقال الحاكم أبو عبد الله النيسابوري: كان بنو أمية تنقص عليا عليه السلام بهذا الاسم
الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلعنوه على المنبر بعد الخطبة مدة ولايتهم وكانوا يستهزؤن
به وإنما استهزؤا الذي سماه به وقد قال الله تعالى: قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن
لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم. الآية.
وقال سبط ابن الجوزي في التذكرة ص 4: والذي ذكره الحاكم صحيح فإنهم
ما كانوا يتحاشون من ذلك بدليل ما روى مسلم عن سعد بن أبي وقاص: إنه دخل على
معاوية بن أبي سفيان فقال: ما منعك أن تسب أبا تراب؟ الحديث [2].
مكرمة حول الحديث:
قال الشيخ علاء الدين السكتواري في (محاضرة الأوائل) ص 113: أول من
كني بأبي تراب علي بن أبي طالب رضي الله عنه. كناه به رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وجده
راقدا وعلى جنبه التراب فقال له ملاطفا: قم يا أبا تراب. فكان أحب ألقابه، وكان بعد
ذلك له كرامة ببركة النفس المحمدي كان التراب يحدثه بما يجري عليه إلى يوم القيامة
وبما جرى. فافهم سرا جليا. دلائل النبوة. ا هـ
وقد أبدع الشاعر المفلق عبد الباقي أفندي العمري في قوله: