نام کتاب : شعراء الغدير في القرن الثامن نویسنده : العلامة الأميني جلد : 1 صفحه : 115
ذهبت نضارة منظري وبدا * في جنح ليل عذاري الفجر
وإذا الفتى ذهبت شبيبته * فيما يضر فربحه خسر 10
وعليه ما اكتسبت يداه إذا * سكن الضريح وضمه القبر
وإذا انقضى عمر الفتى فرطا * في كسب معصية فلا عمر
ما العمر إلا ما به كثرت * حسناته وتضاعف الأجر
ولقد وقفت على منازل من * أهوى وفيض مدامعي غمر
وسألتها لو أنها نطقت * أم كيف ينطق منزل قفر؟ 15
: يا دار هل لك بالأولى رحلوا * خبر؟ وهل لمعالم خبر؟
أين البدور بدور سعدك يا * مغني؟ وأين الأنجم الزهر؟
أين الكفاة ومن أكفهم * في النايبات لمعسر يسر؟
أين الربوع المخصبات إذا * عفت السنون وأعوز البشر
أين الغيوث الهاطلات إذا * بخل السحاب وأنجم القطر؟
ذهبوا فما وأبيك بعدهم * للناس نيسان ولا غمر 20
تلك المحاسن في القبور على * مر الدهور هوامد دثر
أبكي اشتياقا كلما ذكروا وأخو الغرام يهيجه الذكر
ورجوتهم في منتهى أجلي * خلفا فأخلف ظني الدهر
فأنا الغريب الدار في وطني * وعلى اغترابي ينقضي العمر
يا واقفا في الدار مفتكرا * مهلا فقد أودى بك الفكر 25
إن تمس مكتئبا لبينهم * فعقيب كل كآبة وزر [1]
هلا صبرت على المصاب بهم؟ وعلى المصيبة يحمد الصبر
وجعلت رزءك في الحسين ففي * رزء ابن فاطمة لك الأجر
مكروا به أهل النفاق وهل * لمنافق يستبعد المكر؟
بصحايف كوجوهم وردت * سودا وفحو كلامهم هجر 30
حتى أناخ بعقر ساحتهم * ثقة تأكد منهم الغدر