responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الکافی- ط دار الحدیث نویسنده : الشيخ الكليني    جلد : 3  صفحه : 666

يُذْنِبُ فِيهِ وَيَعْتَدِي ، فَهِيَ مَعَهُ تَهْتَزُّ سُرُوراً عِنْدَ إِحْسَانِهِ ، وَتَسِيخُ [١] فِي الثَّرى [٢] عِنْدَ إِسَاءَتِهِ ، فَتَعَاهَدُوا عِبَادَ اللهِ نِعَمَهُ بِإِصْلَاحِكُمْ أَنْفُسَكُمْ ؛ تَزْدَادُوا يَقِيناً ، وَتَرْبَحُوا نَفِيساً ثَمِيناً ؛ رَحِمَ اللهُ امْرَأً هَمَّ بِخَيْرٍ فَعَمِلَهُ ، أَوْ هَمَّ بِشَرٍّ فَارْتَدَعَ عَنْهُ ». ثُمَّ قَالَ : « نَحْنُ نُؤَيِّدُ [٣] الرُّوحَ بِالطَّاعَةِ لِلّهِ وَالْعَمَلِ لَهُ [٤] ». [٥]


[١] في « بف » : « ويسيخ ». وفي الوسائل : « تسيح » بدون الواو. وساخت قوائمه في الأرض سَوخاً ، وتسيخ سيخاً : هو مثل الغَرَق في الماء. وساخت بهم الأرض : خَسَفَتْ. المصباح المنير ، ص ٢٩٤ ( سوخ ).

[٢] « الثرى » : التُّراب ، وكلّ طين لا يكون لازباً إذا بُلّ. ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٢٣٩ ( ثرو ).

[٣] في « ب ، ف ، بس » : « نزيد ». وفي الوسائل : « نريد ».

[٤] قال العلاّمة الطباطبائي في شرح الحديث وحقيقة الروح : « قال الله تعالى : ( أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها ) الآية [ الأنعام (٦) : ١٢٢ ] دلّت الآية على ما يخصّ الله تعالى به الإيمان في مقابل الكفر من الآثار ، وهو النور الذي يسري في أفعال العبد ، فيرى به الخير ويفرّقه من الشرّ ويميّز به النفع من الضرّ. والدَّليل على أنّ هذا النور لغاية الإبصار قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ ) [ الأعراف (٧) : ٢٠١ ] وهذا النور الذي هونور الإبصار والإدراك من خواصّ الحياة ، كما أنَّ نور الإدراك الحسّيّ والخياليّ في الإنسان وسائر أنواع الحيوان لايتحقّق إلاّبعد تحقّق الحياة ، وهذه الحياة التي أثبتها الله تعالى للمؤمن حياة خاصّة زائدة على الحياة العامّة التي يشترك فيها المؤمن والكافر ، فللمؤمن حياتان وللكافر حياة واحدة ، ومن هنا يمكن للمتدبّر أن يحدس أنّ للمؤمن روحاً آخر وراء الروح الذي يشترك فيه المؤمن والكافر ؛ فإنّ خاصّة الحياة إنّما يترشّح من الروح ، واختلاف الخواصّ يؤدّي إلى اختلاف المبادي.

وهذا هو الذي يظهر من مثل قوله تعالى : ( لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) الآية [ المجادله (٥٨) : ٢٢ ] هو الذي تدلّ عليه هذه الرواية.

وليست هذه الروح من الملائكة ؛ فإنّ الله أينما ذكر الروح عدَّه غير الملائكة كقوله : ( يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ ) الآية [ النحل (١٦) : ٢ ] وقوله : ( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا ) الآية [ النبأ (٧٨) : ٣٨ ] وقوله : ( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها ) الآية [ القدر (٩٧) : ٤ ] إلى غير ذلك ، فهذه الروح غير الملائكة الداعية إلى الخير ، كما أنّها غير الروح المشترك بين المؤمن والكافر على ما عرفت ، نعم يمكن أن يقال : إنّ هذه الروح ليست مغايرة للروح الإنساني بالعدد ، بل إنّما هي مغايرة لها بحسب المرتبة ، كما وقع نظيره في الرواية ؛ حيث عدَّ روح الحركة مغايرة لروح الشهوة ، مع أنّ المغايرة بينهما إنّما هي بحسب المرتبة دون العدد.

نام کتاب : الکافی- ط دار الحدیث نویسنده : الشيخ الكليني    جلد : 3  صفحه : 666
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست