7 / 32
رُؤيَا الاِستِشهادِ
1502.تاريخ الطبري عن عقبة بن سمعان : لَمّا كانَ في آخِرِ اللَّيلِ ، أمَرَ الحُسَينُ عليه السلام بِالاِستِقاءِ مِنَ الماءِ ، ثُمَّ أمَرَنا بِالرَّحيلِ ، فَفَعَلنا . قالَ : فَلَمَّا ارتَحَلنا مِن قَصرِ بَني مُقاتِلٍ وسِرنا ساعَةً ، خَفَقَ الحُسَينُ عليه السلام بِرَأسِهِ خَفقَةً ، ثُمَّ انتَبَهَ وهُوَ يَقولُ : «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّـآ إِلَيْهِ رَ جِعُونَ» [1] وَالحَمدُ للّه ِِ رَبِّ العالَمينَ . قالَ : فَفَعَلَ ذلِكَ مَرَّتَينِ أو ثَلاثا . قالَ : فَأَقبَلَ إلَيهِ ابنُهُ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام عَلى فَرَسٍ لَهُ فَقالَ : «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّـآ إِلَيْهِ رَ جِعُونَ» وَالحَمدُ للّه ِِ رَبِّ العالَمينَ ، يا أبَتِ ، جُعِلتُ فِداكَ ! مِمَّ حَمِدتَ اللّه َ وَاستَرجَعتَ ؟ قالَ : يا بُنَيَّ ! إنّي خَفَقتُ بِرَأسي خَفقَةً [2] ، فَعَنَّ [3] لي فارِسٌ عَلى فَرَسٍ ، فَقالَ : القَومُ يَسيرونُ وَالمَنايا تَسري إلَيهِم ، فَعَلِمتُ أنَّها أنفُسُنا نُعِيَت إلَينا . قالَ لَهُ : يا أبَتِ ، لا أراكَ اللّه ُ سوءا ، ألَسنا عَلَى الحَقِّ ؟ قالَ : بَلى وَالَّذي إلَيهِ مَرجِعُ العِبادِ ؛ قالَ : يا أبَتِ ، إذَن لا نُبالي ؛ نَموتُ مُحِقّينَ . فَقالَ لَهُ : جَزاكَ اللّه ُ مِن وَلَدٍ خَيرَ ما جَزى وَلَدا عَن والِدِهِ . [4]