قال الشيخ المفيد رحمه
الله صفات الله تعالى على ضربين أحدهما منسوب إلى الذات فيقال صفات الذات و
ثانيهما[2] منسوب إلى
الأفعال فيقال صفات الأفعال و المعنى في قولنا صفات الذات أن الذات مستحقة لمعناها
استحقاقا لازما لا لمعنى سواها و معنى صفات الأفعال هو أنها تجب بوجود الفعل و لا
تجب قبل وجوده فصفات الذات لله تعالى هي الوصف له بأنه حي قادر عالم أ لا ترى أنه
لم يزل مستحقا لهذه الصفات و لا يزال و وصفنا له تعالى بصفات الأفعال كقولنا خالق
رازق محيي مميت مبدئ معيد أ لا ترى أنه قبل خلقه الخلق لا يصح وصفه بأنه خالق و
قبل إحيائه[3] الأموات لا
يقال إنه محيي و كذلك القول فيما عددناه و الفرق بين صفات الأفعال و صفات الذات أن
صفات الذات لا يصح لصاحبها الوصف بأضدادها و لا خلوه منها و أوصاف الأفعال يصح
الوصف لمستحقها بأضدادها و خروجه عنها أ لا ترى أنه لا يصح [وصف الله][4] تعالى بأنه
يموت و لا [بأنه يعجز و لا بأنه يجهل][5] و لا يصح
الوصف له بالخروج عن كونه حيا عالما قادرا و يصح الوصف بأنه غير خالق اليوم و لا
رازق لزيد و لا محيي لميت بعينه و لا مبدئ لشيء في هذه الحال و لا معيد له و يصح
الوصف له جل و عز بأنه يرزق و يمنع و يحيي و يميت و يبدئ و يعيد و يوجد و يعدم
فثبتت العبرة في أوصاف الذات و أوصاف الأفعال[6]
و الفرق بينهما ما ذكرناه.