فكرم[3] عفوه عنهم معروف[4] إذ قابل
منكرهم بالمعروف.
و كان ص أحفظ الناس
للتوراة و الإنجيل و الزبور و كتب جميع الأنبياء ع و أقاصيص الرسل[5] و الأمم من
غير دراسة و لا قراءة كتب.
و كان ص يعرف أخبار
الملوك و الجبابرة و كون العبر و المثلات في جميع الدهور السالفة و الآنفة من لدن
آدم و ما بعده إلى قيام الساعة[6].
و كان الصدق شعاره و
دثاره[7] و كان
أوفاهم عقدا و عهدا و غدر قريش و العرب به مرة بعد أخرى مشهور في قصة الحديبية و
غيرها.
ثم لا يستطيع أحد أن
يذكر له غدرة و لا كذبة لا في حداثته و لا كهوليته و كانوا يسمونه قبل نبوته[8] الصادق
الأمين.
و أما زهده ص فقد ملك من
أقصى اليمن إلى شجر عمان إلى أقصى الحجاز إلى نواحي العراق ثم توفي[9] و عليه دين
و درعه مرهونة بطعام أهله ما ترك درهما و لا دينارا و لا شيد قصرا و لا غرس نخلا
لنفسه و لا شق نهرا.
[7] قال ابن الأثير في النهاية: 2/ 480 و منه حديث
الأنصار« أنتم الشعار و الناس الدثار» أى أنتم الخاصّة و البطانة و الدثار: الثوب
الذي فوق الشعار، انتهى.
و المراد أنّه صلّى اللّه عليه و
آله كان صادق الجوهر و المخبر، و في الفعل و القول.