نام کتاب : عدة الأصول نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 415
ما وراء ذلكم) [1] فان ذلك يقتضى اباحة كل ما وراء المحرمات فلما قال بعده (محصنين غير مسافحين) وكان مجملا افتقرت الاية إلى بيان وصارت مجملة. ومثل ذلك أيضا قوله: (احلت لكم بهيمة الانعام الا ما يتلى عليكم) [2] لان ما يتلى لما كان مجملا فالاول بمنزلته. ومنها: لفظ العام إذا ورد واقتضى حكما والمعلوم من حال ذلك الحكم انه لا يتم فعله الا بشئ اخر وذلك الشئ لا يعلم بالظاهر اقتضى ذلك اجمال العام وهذا ليس بصحيح لان الخير الذي قد علم نفى وجوبه معلوم وذلك هو الذي لم يرد فاما ما عداه فمعلوم وجوب فعله بظاهر اللفظ كما يقول في سائر الفاظ العموم الذي يخص بعضها. ومنها: ما وضع في اللغة ليدل على المراد بظاهره الا انه إذا تعقبه شرط أو استثناء مجمل يرجع إليه صار ما تقدمه مجملا وذلك نحو قوله تعالى: (واحل لكم
[ 415 ]
ما وراء ذلكم) [1] فان ذلك يقتضى اباحة كل ما وراء المحرمات فلما قال بعده (محصنين غير مسافحين) وكان مجملا افتقرت الاية إلى بيان وصارت مجملة. ومثل ذلك أيضا قوله: (احلت لكم بهيمة الانعام الا ما يتلى عليكم) [2] لان ما يتلى لما كان مجملا فالاول بمنزلته. ومنها: لفظ العام إذا ورد واقتضى حكما والمعلوم من حال ذلك الحكم انه لا يتم فعله الا بشئ اخر وذلك الشئ لا يعلم بالظاهر اقتضى ذلك اجمال العام لانه لا يمكن الاقدام على ذلك مع الجهل بما لا يتم الا به. فهذه جملة مقنعة في ذكر ما يحتاج إلى البيان وما لا يحتاج لان شرح ذلك طويل. فاما الذي لاجله قلنا: ان ما يمكن أن يعلم المراد به بظاهره لا يحتاج إلى بيان فهو انه لو احتاج إلى بيان لكان يحتاج إليه فيما يقوم ويسد مسده فإذا كان هو بنفسه مع انه قام مقامه لا يبين به المراد فكذلك بيانه وفي ذلك اخراج بيانه ايضا من أن يستقل بنفسه وايجاب إلى بيان اخر وذلك يوجب اثبات ما لا يتناهى من البيان وذلك محال. وانما قلنا: ان القسم الاخير يحتاج إلى بيان لانه لا يمكن معرفة المراد به فكان ذلك في حكم كل من لم يعرف حاله من الحاجة إلى بيانه ليتبين له المراد وذلك ظاهر. والله الموفق للصواب [3]
نام کتاب : عدة الأصول نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 415