نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 3 صفحه : 291
والأناجيل أيضاً مشحونة في دعوته إلى الله
سبحانه ، وهي وإن لم تشتمل على هذا اللفظ الجامع اعبدوا ( الله ربي وربكم ) لكنها مشتملة
على الدعوة إلى عبادة الله ، وعلى اعترافه بأنه ربه الذي بيده زمام أمره ، وعلى اعترافه
بأنه رب الناس ، ولا تتضمن دعوته إلى عبادة نفسه صريحاً ولا مرة مع ما فيها من قوله
: ( أنا وأبي واحد نحن ) إنجيل يوحنا ـ الإصحاح العاشر ، فمن الواجب أن يحمل على تقدير
صحته على أن المراد : أن إطاعتي إطاعة الله كما قال تعالى في كتابه الكريم : (مَّنْ
يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ)
النساء ـ ٨٠.
٥ ـ المسيح من
الشفعاء عند الله وليس بفاد :
زعمت النصارى : ان المسيح فداهم بدمه الكريم
، ولذلك لقبوه بالفادي ، قالوا : إن آدم لما عصي الله بالأكل من الشجرة المنهية في
الجنة أخطأ بذلك ولزمته الخطيئة ، وكذلك لزمت ذريته من بعده ما توالدوا وتناسلوا ،
وجزاء الخطيئة العقاب في الآخرة والهلاك الأبدي الذي لا مخلص منه ، وقد كان الله سبحانه
رحيماً عادلاً.
فبدا إذ ذاك إشكال عويص لا انحلال له ، وهو
أنه لو عاقب آدم وذريته بخطيئتهم كان ذلك منافياً لرحمته التي لها خلقهم ، ولو غفر
لهم كان ذلك منافياً لعدله فإن مقتضى العدل أن يعاقب المجرم الخاطي بجرمه وخطيئته كما
أن مقتضاه أن يثاب المحسن المطيع بإحسانه وإسائته [١].
ولم تزل هذه العويصة على حالها حتى حلها
ببركة المسيح ، وذلك بأن حل المسيح ( وهو ابن الله ، وهو الله نفسه ) رحم واحدة من
ذرية آدم وهو مريم البتول وتولد منها كما يتولد إنسان فكان بذلك إنساناً كاملاً لأنه
ابن إنسان ، وإلهاً كاملاً لأنه ابن الله ، وابن الله هو الله ( تعالى ) معصوماً عن
جميع الذنوب والخطايا.
وبعد أن عاش بين الناس برهة يسيرة من الزمان
يعاشرهم ويخالطهم ، ويأكل ويشرب معهم ، ويكلمهم ويستأنس بهم ، ويمشي فيهم تسخر لأعدائه
ليقتلوه شر
[١] هذا ما عليه معظمهم
ويظهر من بعضهم كالقسيس مار اسحق ان التخلف في مجازاة الجريمة والخطيئة وبعبارة اخرى
خلف الوعيد جائز دون خلف الوعد.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 3 صفحه : 291