نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 17 صفحه : 304
والطول ـ على ما في المجمع ، ـ الإنعام الذي تطول مدته على صاحبه فذو الطول من
أسمائه الحسنى في معنى المنعم لكنه أخص من المنعم لعدم شموله النعم القصار.
وذكر هذه
الأسماء الأربعة : غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول بعد اسم العليم
للإشارة إلى أن تنزيل هذا الكتاب المشتمل على دعوته الحقة المبني على العلم مبني
على أساس ما تقتضيه مضامين هذه الأسماء الأربعة.
وذلك أن العالم
الإنساني كما يتحد قبيلا واحدا في نيل الطول الإلهي والتنعم بنعمه المستمرة
المتوالية مدى الحياة الدنيا ينقسم من حيث حياته الآخرة قسمين وينشعب إلى شعبتين :
سعيد وشقي والله سبحانه عالم بتفاصيل خلقه وكيف لا يعلم وهو خالقها وفاعلها ،
ومقتضى كونه غافرا للذنب قابلا للتوب أن يغفر لمن استعد للمغفرة وأن يقبل توبة
التائب إليه ، ومقتضى كونه شديد العقاب أن يعاقب من استحق ذلك.
ومقتضى ذلك أن يهدي
الناس إلى صراط السعادة كما قال : « إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى وَإِنَّ لَنا
لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى » الليل : ـ ١٣ ، وقال : « وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ
» النحل : ـ ٩.
لينقسم الناس
بذلك قسمين ويتميز عنده السعيد من الشقي والمهتدي من الضال فيرحم هذا ويعذب ذلك.
فتنزيل الكتاب
من الله العزيز العليم مبني على علمه المحيط بخلقه أنهم في حاجة إلى دعوة يهتدي
بها قوم ويضل بردها آخرون ليغفر لقوم ويعذب آخرين ، وفي حاجة إليها لينتظم بها
نظام معاشهم في الدنيا فينعموا بطوله ونعمته في الدنيا ثم في دار القرار.
فهذا شأن كتابه
المنزل بعلمه الذي لا يشوبه جهل والمبني على الحق الذي لا يداخله باطل ، وأين هو
من تكذيب الذين لا يعلمون إلا ظاهرا من الحياة وجدالهم بالباطل ليدحضوا به الحق.
وعلى هذا الذي
ذكرنا من العناية بالعلم يشهد ما سيذكره تعالى من دعاء الملائكة للمؤمنين بالمغفرة
: « رَبَّنا
وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا
وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ » فتدبر فيه.
وقوله : « لا إِلهَ إِلَّا هُوَ
إِلَيْهِ الْمَصِيرُ » ذكر كلمة التوحيد للإشارة إلى وجوب
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 17 صفحه : 304