نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 198
يشقق
فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون
ـ ٧٤.
( بيان )
قوله
تعالى :ورفعنافوقكم الطور ، الطور هو الجبل
كما بدله منه في قوله تعالى : ( وإذ نتقنا الجبلفوقهم كأنه ظلة )
الاعراف ـ ١٧١ ، والنتق هوالجذب والاقتلاع ، وسياق الآية حيث ذكر أخذ الميثاق أولا
والامر بأخذ ما أوتوا وذكر ما فيه أخيرا ووضع رفع الطور فوقهم بين الامرين مع
السكوت عن سبب الرفع وغايتها يدل على أنه كان لارهابهم بعظمة القدرة من دون أن
يكون لاجبارهم وإكراههم على العمل بما اوتوه وإلا لم يكن لاخذ الميثاق وجه ، فماربمايقال : أنرفعالجبلفوقهم لو كان على ظاهره كان آية معجزة وأوجب إجبارهم
وإكراههم على العمل. وقد قال سبحانه : ( لا إكراه في الدين ) البقرة ـ ٢٥٦ ، وقال تعالى : ( أفأنت
تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين )
يونس ـ ٩٩ ، غير وجيه فإن الآية كما مر لا تدل على أزيد من الاخافة والارهاب ولو
كان مجرد رفعالجبلفوق بني اسرائيل إكراها لهم على الايمان أو العمل ، لكان أغلب
معجزات موسى موجبة للاكراه ، نعم هذا التأويل وصرف الآية عن ظاهرها ، والقول بأن
بني اسرائيل كانوا في أصل الجبل فزلزل وزعزع حتى أظل رأسه عليهم ، فظنوا أنه واقع
بهم فعبر عنها برفعهفوقهم أو نتقه فوقهم ، مبنى على أصل إنكار المعجزات وخوارق
العادات ، وقد مر الكلام فيها ولو جاز أمثال هذه التأويلات لم يبق للكلام ظهور ،
ولا لبلاغة الكلام وفصاحتة أصل تتكي عليه وتقوم به.
قوله
تعالى : لعلكم تتقون. لعل كلمة ترج واللازم
في الترجي صحتة في الكلام سواء كان قائما بنفس المتكلم أو المخاطب أو بالمقام ،
كان يكون المقام مقام رجاء وإن لم يكن للمتكلم والمخاطب رجاء فيه وهو لا يخلو عن
شوب جهل بعاقبة الامر فالرجاء في كلامه تعالى إما بملاحظة المخاطب أو بملاحظة
المقام. وأما هو تعالى فيستحيل نسبة الرجاء إليه لعلمه بعواقب الامور ، كما نبه
عليه الراغب في مفرداته.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 198