فالنصارى
والمسلمون يمتنعون من التسمية بما يضرّهم عقائدياً ، كي لا يتأثّر أتباعهم
بمفاهيم وأفكار الطرف الآخر ، ومن هنا جاء التأكيد على استحباب التسمية باسم
محمّد، وعلي، والحسن، والحسين، وفاطمة، وحمزة، وطالب عندنا.
وعليه ، فالمنع من التسمية ببعض
الأسماء تارة يكون عقائدياً وهو الذي يرتبط بالله ورسوله وأوصيائه ، كما هو
المشاهد في المنع من التسمية بعبد الكعبة وحَكَم ، وحكيم ، وخالد ،
ومالك ، وغيرها لكونها من صفات الله .
وأخرى لكونها أسماءً قبيحة كـ حَزْن
وغراب وعاصية وظالم ، وقد وقفت على دور رسول الله في تغييرها .
وقد تكون اسماءً صارت رمزاً ،
وأن اسم عمر وأبي بكر لم يصيرا رمزاً في الجاهلية ولا في صدر الإسلام ، بل أن
هذه الحساسية ظهرت في الازمنة المتأخرة خصوصاً مع تأكيد الحكومتين الأموية
والعباسية بالأخذ بسيرة الشيخين والمخالفة مع الإمام علي ونهجه وقتل شيعته
والاجحاف بهم ، وقد تنامت هذه الحساسية في العهد السلجوقي والعثماني حتى وصل
إلى ما وصل إليه الآن من شدة الخلاف والتباعد بين النهجين .
عمر من الأسماء الرائجة عند العرب
أنّ اسم « عمر » لم يحمل
معه فكراً شِرْكيّاً كعبد الكعبة ، وكذا ليس فيه قبح لغويّ لكونه اسماً
عربياً رائجاً في صدر الإسلام ، وقد تسمّى به حدود 35 شخصاً ، مذكورة
أسماؤهم في كتاب ( الاصابة في
تمييز الصحابة ) .
فإذن اسم عمر اسم عربي رائج ،
وهو مثل اسم علقمة وأَ نَس اللَّذَين سمّي بكلّ واحد منهما 35 شخصاً
في كتاب الإصابة ، وثعلبة الذي سُمّي به ( 39 )
شخصاً ، وعثمان الذي سُمّي به ( 37 )
شخصاً ، وحكيم الذي سُمِّى به ( 35 )