وخامساً : قد يكون أبا الصلت
كّناه بذلك تقية ، أو استمالة لقلوب الآخرين .
سادساً : قد يكون
المأمون العباسي ـ وهو المعروف بالدهاء ـ كنّاه بذلك ليجمع بين الشيعة والعامّة
بعد البيعة بولاية العهد للرضا(عليه السلام) وسخط كثير من
العباسيين على تلك البيعة فكأنّ المأمون أراد تقريب وجهات النظر بين
الطرفين ، فكنّى المكنّى بـ « أبي الحسن » بـ « أبي
بكر » جمعاً بين رمزَي الخلافة الظالمة والإمامة المظلومة ، وتقريباً
لأطراف النزاع، وحفاظاً على ملكه ، وتنفيذاً لخطـطه ومآربه .
3 ـ الإمام علي بن محمّد
الهادي وتكنيتهم إيّاه بأبي بكر ؟
لم أقف في كتب الرجال والتراجم على
وجود هذه الكنية له(عليه السلام) ، بل هي
معلومة خاطئة ادّعاها بعض الجاهلين أو المغرضين من أعداء الشيعة ، محيلاً إلى
بعض المصادر التاريخية والحديثية ، لكنّي بمراجعة تلك الكتب وقفت على سقم
كلامه ، وأنّ ليس هناك من ادّعى هذا القول قبله ، فقد يكون الأمر اختلط
عليه فنسب ما هو محكي عن الإمام السجاد إلى الإمام الهادي ، وقد يكون مغرضاً
في احالاته للمصادر ، والثاني هو الأقرب إلى نفسيّة أمثال هؤلاء .
ولو كان حقاً فهو يخالف المتواتر عند
فقهاء ومحدّثي أهل البيت بأنّ كنيته(عليه السلام) هي أبو الحسن[1203] ،
وأبو الحسن الأخير[1204] ،
وأبو الحسن الثالث[1205] ،