ملازمة لصاحبها منذ
نشوئه وبلوغه ، والمشركون كانوا يعرفونه بهذه الكنية ولأجله خاطبوه
بها .
والنصُّ السابق يحدِّد لنا تاريخ
إطلاق كنية أبي الفصيل على ابن أبي قحافة عند عرب الجزيرة ، وأ نّهم كانوا
لا يقبلون بإطلاق كنية أبي بكر عليه ، لأ نّه أصغر من
أن يحملها ، وصدور هذا النص كان في بداية الدعوة الإسلامية وحين نزول آية (الم غُلِبَتِ الرُّومُ) .
ولا أستبعد أن يكون المشركون كنوه
بهذه الكنية استنقاصاً منه ، وهو يؤكّد لنا أنّ كنية أبي الفصيل كانت
للاستنقاص لا المدح .
وعلى كلا التقديرين ، فإنّ كنية
أبي الفصيل هي إحدى كُنّى أبي بكر قبل الإسلام سواء وُضعت من قبل أصدقائه أو من
قبل أعدائه .
أبو الفصيل كنية ابن أبي قحافة في الجاهلية
قال التبريزي في اللمعة
البيضاء : و «أبو قحافة» كنية عثمان بن عامر كما في القاموس ، وعثمان
أبو أبي بكر .
واسم أبي بكر هو عبدالله ، فأبو
بكر هو عبدالله بن عثمان بن عامر ، وكانت كنية أبي بكر في الجاهلية أبا الفصيل ،
فلمّا أسلم كنّاه رسول الله(صلى الله عليه وآله) بأبي
بكر .
وتكنية أبيه بأبي قحافة ، لأن
القحف ـ بالكسر ـ نصف القدح من الخشب على مثال قحف الرأس ، وهو العظم الذي فوق
الدماغ ، ثم يقال : اقتحف الرجل إذا شرب ما في الإناء ، والقحافة ـ
بالضم ـ ما يقتحف من الإناء ، سُمِّي عثمان المذكور بأبي قحافة ، إمّا
لكونه مضيفاً للناس ، أو لكونه داعياً لضيافة الناس ، أو لكونه طبّاخاً
ونحو ذلك . والمشهور المأثور أنّه كان داعياً لضيافة عبدالله بن جدعان في
الجاهلية[1136] .