انفرد المقريزي (ت 845 هـ) في «اتعاظ
الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء» بالقول : وعبدالرحمن الذي يكنّى
أبا بكر ، وعبيدالله ، أ مّهما ليلى بنت
مسعود بن خالد التميمي[1067] .
كما انفرد المزي (ت 742 هـ) في «تهذيب
الكمال» وتبعه الصفدي في الوافي بالوفيات بالقول بأنّ عتيقاً هو اسم لمن يكنّى
بأبي بكر من ولد علي بن أبي طالب ; إذ قال : «وعبيدالله يكنّى أبا علي
يقال أ نّه قتل
بكربلاء ، وعبدالرحمن درج ، وحمزة درج ، وأبو بكر : عتيق يقال
أ نّه قتل
بالطف[1068] » .
وذكر ابن حزم (ت 456 هـ) في «جمهرة
أنساب العرب» أبو بكر ضمن اخوة العباس بن علي بن أبي طالب السّقاء ، وهو كلام
لا يوافقه عليه أحد ، وقد يفهم من كلامه بأنّ أبا بكر هو كنية لعبدالله بن
علي من أمّ البنين الكلابية ; إذ أنّه لم يذكر عبدالله ضمن أولاد أمّ
البنين ، بل اكتفى بأبي بكر ، فقال ابن حزم : «وقتل أبو بكر وجعفر
وعثمان والعباس مع أخيهم الحسين رضي الله عنهم»[1069] .
بهذا فقد عرفت أنّ أبا بكر لم يكن
اسماً كما يتصوّره القارئ ابتداءً ، بل هو كنية ، أما لمن اسمه
عبدالله ، أو اسمه محمّد الأصغر ، وأ مّا دعوى أ نّها كنية
لمن اسمه عبدالرحمن أو عتيق ، فهي دعوى بعيدة عن الصحة ، وهي من منفردات
المزي وتبعه الصفدي وتلوح على دعوى اسم «عتيق» ملامح الوضع ، حيث جمعوا بين
«عتيق» و «أبي بكر» في ابناء الإمام علي(عليه السلام) .
وقد يمكننا أن نجمع بين جميع هذه
الاقوال أيضاً ـ لو قلنا وقبلنا إمكان تعدد الأسماء عند العرب ـ وبذلك فقد يكون
الأب وضع اسماً ، والاسم الآخر وضعته
[1067] اتعاظ
الحنفاء ، الجزء الأول في ذكر أولاد أمير المؤمنين كرم الله وجهه .