و إن كره اسمه
رؤي كراهية ذلك في وجهه ، و إذا دخل قرية سأل عن
اسمها ; فإن أعجبه فرح بها ورؤي بشر ذلك في وجهه ، و إن كره
اسمها رؤي كراهية ذلك في وجهه[44] .
إذن كان رسول الله(صلى
الله عليه وآله)
وأهل بيته يتشاءمون من الأسماء القبيحة كما كانوا يتفاءلون بالأسماء الحسنة ،
وكانوا يأمرون بالتسمية بالأسماء الحسنة و ينهون عن التسمية
بالأسماء السيئة .
ففي معجم البلدان : إنّ الحسين(عليه
السلام)
لمّا انتهى إلى كربلاء وأحاطت به خيل عبيدالله بن زياد قال : ما اسم تلك
القرية ـ وأشار إلى العقر ـ فقيل له : اسمها العقر ، فقال : نعوذ
بالله من العقر ، فما اسم هذه الأرض التي نحن فيها ؟ قالوا :
كربلاء ، قال : أرض كرب وبلاء ، وأراد الخروج منها ، فمنع
حتّى كان ما كان[45] .
وقد
اشتهر عن العربي أ نّه إذا ولد
له ولد يخرج فأوّل شيء يستقبله سمّاه به[46] ، فقد
يسمّي العربي ابنه بأسماء الوحوش أو الحشرات أو النبات ، أو أ نّه يسمّيه
بأسماء مبهمة وقبيحة ، لأنّ أكثر أسماء العرب منقولة عمّا يدور في
خيالهم ، ولو تأملت في القاموس العربي لوقفت على أسماء لكثير من الصحابة دالة
على ما نقول ، مثل :
1 ـ الأبرد بن طهرة
الطهوي التميمي ، والأبرد : النمر .
2 ـ الأسفع البكري أو
الجرمي ، صحابيان ، والأسفع : الصقر .
3 ـ الأسلع
الأعرجي ، يقال : له صحبة ، والأسلع : الأبرص .
[44] سنن
أبي داود 4 : 19 ح 3920 ، عمدة القاري 21 : 274 باب
الفأل ، وكان رسول الله(صلى الله عليه وآله)يغيّر
الاسم الذي يكرهه ، انظر مثال ذلك في معجم ما استعجم
3 : 991 -
[45] معجم
البلدان 4 : 136 ، وفي فيض القدير 1 : 319 حرف
الهمزة : ولمّا نزل الحسين بكربلاء سأل عن اسمها فقيل كربلاء فقال : كرب
وبلا فجرى ما جرى .