الموضوع ،
و يضع الخطى
المحمدية العلوية على الدرب ، في مقابل المخطّط المشؤوم المحاول لمحو كل شيء
عن أهل البيت حتّى الأسماء .
التكنية بأسماء الانبياء
لم يقتصر عمل الأئمّة (عليهم
السلام)
التصحيحي على هذا فحسب ، بل ردّوا الفكرة القائلة بعدم جواز التكنية بمن لا
والد له ، والذي دعا اليه عمر ، حيث ضرب من تكنى بأبي عيسى ، بدعوى
أنّ عيسى ليس له أب ، فقد جاء في شرح نهج البلاغة أنّ عمر ضرب ابنه عبدالله
لتكنّيه بأبي عيسى قائلاً : و يلك هل لعيسى
أب ؟ أتدري ما كنّى العرب ؟ أبو سلمة ، أبو حنظلة ، أبو
عرفطة ، أبو مرّة[550] .
إنّ عمر نهى عن التكنية بأبي
عيسى ، في حين أنّ هناك جملة من الصحابة قد تكنّوا بهذه الكنية ، فعن
زيد بن أسلم ، عن أبيه : أنّ عمر بن الخطّاب ضرب ابناً له تكنّى أبا
عيسى ، و إنّ المغيرة
بن شعبة تكنّى بأبي عيسى .
فقال له عمر : أما يكفيك أن
تُكَنَّى بأبي عبدالله ؟
فقال : رسول الله كنّاني [أبا عيسى] ، فقال : إنّ رسول الله قد غُفِرَ له ما تقدّم من ذنبه
وما تأخّر و إنّا في
جلجلتنا ، فلم يزل يكنّى بأبي عبدالله حتّى هلك[551] .
وكما منع عمر من التكنية بمن لا والد
له ، كذلك مَنَعَ تَكَنِّي من لا وَلَدَ له مثل يحيى(عليه
السلام) .
فعن حمزة بن صهيب : إنّ صهيباً
كان يكنّى أبا يحيى ، ويقول أ نّه من العرب ،
و يطعم الطعام
الكثير .
فقال له عمر بن الخطّاب : يا
صهيب ، مالك تتكنّى أبا يحيى وليس لك ولد ؟
[551] سنن
أبي داود 4 : 291 ح 4693 ، الأحاديث المختارة 1 : 179 ح
86 - وقال العظيم آبادي في عون المعبود 13 : 206 -
جلجلتنا : أي في عدد من امثالنا من المسلمين لا ندري ما يصنع بنا وفي (الحطة
في ذكر الصحاح الستة : 252 الجلجة أي : الأمر المضطرب) .