تعميم
هذا الأمر على كلّ الأسماء التي سمّاها الإمام قبل هذا التاريخ ، وأ نّه كان
حبّاً بهذا أو ذاك ، فهو(عليه السلام) وضّح بأنّ المسمّى
عندي غير ما تتصورونه .
الثاني : خَرَّجَ
الإمام بجملة ( حبّاً لأخي
عثمان بن مظعون ) عثمانَ بن
عفان مع من سبقه من الخلفاء من دائرة التسمية للمحبّة ، أي أ نّه(عليه
السلام)
أراد أن يقول للآخرين : لا تتصوّروا أنّي سمّيت ابني بعثمان حُباً
به ـ وخصوصاً أ نّه قال
بهذا بعد مقتل عثمان ـ لأنّ اسم عثمان ليس حِكْراً على عثمان بن عفان ، فإنّي
قد سمّيت ابني باسم غيره وهو عثمان بن مظعون !
وبعبارة أوضح : أ نّه كان
يريد القول : إنّي حينما قبلت تسمية ابني بعمر أو أبي بكر لم يكن حبّاً لعمر
بن الخطاب ، بل لوجود إخوان آخرين لي مسمَّين بعمر وأبو بكر ،
منهم : عمر بن أبي سلمة وأبو بكر بن حزم وهما من عمالي على الأمصار .
الحرب المعلنة
بعد المرحلتين السابقتين جاءت المرحلة
الثالثة ، وهي مرحلة أعداء الإمام علي ـ المحاربين له عَلَناً ـ ودورهم
التخريبي لشخصه وشخصيته من خلال إبهام النصوص[373] واختلاقها
والافتراء والاتّهام ، والظلم ، والتعسف . وهؤلاء جاؤوا ليغيّروا
الضوابط الشرعية والعرفية الحاكمة في المجتمع الإسلامي من العقلنة والمنطق السليم
إلى العداوة الباعثة على الحمق ، وتهيج العاطفة ، ومن الحقيقة إلى
التمويه كل ذلك بغضاً لعليّ ، فأخذوا يثيرون الحساسيّات و يهيّجون
العواطف ، ولذلك انقسم المسلمون بعد رسول الله إلى نهجين : مسلم
أمويّ ، ومسلم نبويّ ، ولكلّ واحد منهما ضوابطه ومعاييره ، وإن كان
الغالب عليهم هو النهج الأموي . مؤكدين بأن النهج النبوي كان ولا يزال
موجوداً بين الأمة ، و يمكن التعرف عليه
[373] كما
سيأتي بعد قليل عن عائشة وعدم ذكرها اسم الإمام علي .