الجواب : إنَّ منهج المحدثين يختلف عن منهج
الفقهاء والمتكلمين ، فالمحدثون يروون الأحاديث دون النظر إلى ما
يعارضها ، ولاجل ذلك ترى بين مشايخ المحدث من يخالفه في المذهب ،
والشيخ الصدوق لا يبتعد عن هذا المنهج ، فهناك مشايخ للصدوق من
العامّة ، فقد تكون هذه الأخبار تسربت من المصادر السُّنية إلى الكتب
الشيعية ، إذ إن أسماء بنت عميس لم تكن بالمدينة حتى تكون القابلة لفاطمة
الزهراء ـ كما ورد في خبر عيون الأخبار ـ لأ نّها كانت
مع زوجها جعفر بن أبي طالب بالحبشة ، وأن جعفراً لم يرجع إلى المدينة إلاّ
بعد فتح خيبر في السنة السابعة من الهجرة ، وأن ولادة الإمام الحسن حسب غالب
النصوص كانت في السنة الثالثة ، وولادة الحسين في السنة الرابعة
للهجرة ، وهو كاف لتضعيف الخبر ، وهناك نصوص كثيرة نسبت ما يرتبط بسلامة
وسلمى اُخْتَي أسماء ـ إلى أسماء بنت عميس ، لا أرى ضرورة للخوض فيها .
مضافاً إلى ذلك أنّ الخبر مرويٌّ في
المعجم الكبير[352] عن سودة
بنت مسرح ، وهو الذي فيه : سميته جعفراً ، وهو الأقرب إلى
الصواب ، لأ نّه(عليه
السلام)
أراد أن يسمّي ابنه الاول باسم أخيه جعفر شهيد مُؤْتة ، والحسين باسم عمّه
حمزة شهيد أُحُد .
أهل البيت وقريش
ستقف بعد قليل على دور قريش بقبائلها
وطوائفها في التنصّل عن أوامر رسول الله واتّباع سياسة خاصة بها ، مخالفين
بذلك ما جاء به رسول الله في كثير من الأحيان ، وعملهم هذا هو الذي دعا
الأمويين أن يزيدوا في التجرُّؤ على القيَم ويوسّعوا دائرة حرب الأسماء ،
فسمّوا بئر زمزم بـ « أم الخنافس » أو « أم الجعلان » ،
وأبدلوا اسم مدينة الرسول ( طيبة ) بـ ( الخبيثة ) ،
وسمّوا الإمام محمّد بن علي الباقر
[352] المعجم
الكبير 24 : 311 ح 786 ، مجمع الزوائد 9 : 174 ـ
175 ، كنز العمال 13 : 280 ح 37655 ، رواه ابن منده ،
وأبو نعيم (كر) ورجاله ثقات .