رأيت
ابن تيميّة يسعى إلى تشويه الحقيقة وتحريف كلّ شيء ، وأن عمله التحريفي لا
يختصّ في التسميات ، وأنّ ما قاله في التسميات هو قولنا وقول كلّ شيعيّ على
مرّ التاريخ ، إذ عرفت بأنّ التسمية بأسماء الثلاثة كانت موجودة عند
الطالبيّين ورواة أهل البيت وعلمائهم[272] ، وأ نّهم كانوا
لا يتحسّسون من التسمية خلافاً للآخرين الذين أهانوا وضربوا وقتلوا من سمّي بعليّ
والحسن والحسين ، فهناك فارق حقيقيّ بين ثقافة الطرفين ستقف عليه إن شاء الله
تعالى . والآن لنرجع إلى صلب الموضوع ، موضّحين ملابسات هذه المسألة
أكثر ممّا مضى .
الحرب الصامتة والحساسية من اسم علي والحسن
والحسين !
بعدما بدأ الإسلام بثورته
الثقافية ، وتغييره لأسماء الجاهليين ، وأمره بتحسين الأسماء ،
ووضع النبي بعض الأسماء الإلهية : كالحسن والحسين ، وبعد اهتمام الآيات
والأحاديث بالرمز والإشارة إلى الأسوة والقدوة ( كمحمد(صلى
الله عليه وآله) ) ،
وابتناء الإسلام على الشهادتين = ( أشهد أن لا إله إلاّ
الله وأشهد أن محمّد اً رسول الله ) ، بدأت قريش
حربها الصامتة على أسماء أهل البيت وعترة رسول الله ، لأنّ قريشاً أصبحت
عاجزة عن مقاومة الرسول وثقافة الإسلام وتعاليم الرسول من جهة ، ومن جهة أخرى
كان لا يمكنها القبول بكلّ ما أتى به النبي(صلى الله عليه وآله) ،
وخصوصاً فيما يرتبط بشخصه الكريم وأهل بيته: ، فسعت إلى الانضمام تحت لواء الإسلام
ثم الكيد له .
روى عمر بن شبّة ، عن سعيد بن
جبير : أنّ محمّد بن الحنفيّة سمع بأنّ عبدالله بن الزبير قد نال من
عليّ ، فجاء إليه وهو يخطب فوضع له كرسيّ فقطع عليه خطبته ، فكان ممّا
قاله : وإنّه والله
ما يشتم عليّاً إلاّ كافر يُسِرّ شتمَ رسول الله ، يخاف
[272] سنقوم
بجرد احصائي لاسماء رواة وعلماء الشيعة المسلمين باسماء الثلاثة في آخر السير
التاريخي فانتظر الصفحة 157 إلى 274 من هذا الكتاب .