نام کتاب : مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية نویسنده : الخميني، السيد روح الله جلد : 1 صفحه : 16
فاعلم، رحمك اللّه، أنّ المذهب الصّحيح في التّوحيد ما نزل به القرآن من صفات اللّه تعالى. فانف عن اللّه تعالى البطلان و التشبيه؛ فلا نفى و لا تشبيه؛ هو اللّه الثابت الموجود ... إلى آخره. [8] و فيه أيضا عن الحسن بن سعيد، قال سئل أبو جعفر الثاني (ع): يجوز أن يقال للَّه إنه شيء؟ قال (ع):
نعم. تخرجه من الحدّين: حدّ التّعطيل و حدّ التّشبيه. [9]
مصباح 7
إنّ الأسماء و الصفات الإلهيّة أيضا غير مرتبطة بهذا المقام الغيبي، بحسب كثراتها العلميّة؛ غير قادرة على أخذ الفيض من حضرته بلا توسّط شيء؛ حتّى اسم «اللّه» الأعظم بحسب أحد المقامين الّذي كان استجماعه للأسماء استجماع الكلّ للأجزاء؛ و بالأخرة، مقام ظهوره في مرائي الصفات و الأسماء؛ فإنّ بينها و بينه حجاب نوريّ مقهور الذات، مندكّة الإنّيّة في الهويّة الغيبيّة، معدوم التعيّن، غير موصوف بصفة. و هذا مقام آخر للاسم الأعظم و الحجاب الأكبر. و هذا هو الفيض الأقدس من شوائب الكثرة و الظهور، و إن كان ظاهرا بحسب مقامه الأوّل؛ كما يأتي بيانه، إن شاء اللّه.
مصباح 8
و إذا انكشف على سرّك أنّ هذه الحقيقة الغيبيّة أجلّ من أن ينال بحضرتها أيدي الخائضين و يستفيض من جناب قدسها أحد من المستفيضين، و لم يكن واحد من الأسماء و الصفات بما لها من التعيّنات محرم سرّها و لم يؤذن لأحد من المذكورات دخول خدرها، فلا بدّ لظهور الأسماء و بروزها و كشف أسرار كنوزها من خليفة إلهيّة
[8] «الأصول» من الكافي، ج 1، ص 100، «كتاب التوحيد»، «باب النهى عن الصفة بغير ما وصف به نفسه تعالى»، الحديث 1.
[9] «الأصول» من الكافي، ج 1، ص 82، «كتاب التوحيد»، «باب اطلاق القول بأنه شيء»، الحديث 2. و فيه: يخرجه.
نام کتاب : مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية نویسنده : الخميني، السيد روح الله جلد : 1 صفحه : 16